للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما (برانلي) فقد عاش فقيراً يلقي دروساً لطلبة (البكالوريا) وفي الأيام الأخيرة أنشأ المعهد الكاثوليكي معملاً له، وهو معمل مُغطى في أجزائه بطبقة من النحاس، فهو بذلك معزول تماماً عن الذبذبات الكهربائية الموجودة في أنحاء المدينة، تلك الذبذبات التي كانت تؤثر على أجهزته الدقيقة، فقد كان يمقت في سنيه الأخيرة الإذاعات اللاسلكية المستمرة التي تمنعه عن مواصلة أبحاثه، وحبس نفسه في ذلك القفص النحاسي لينجو من آثار كشفه الأول إلى أن وافتنا الأنباء بوفاته في الشهر الحالي عن ٩٦ عاماً.

وأستميح القارئ عذراً في سرد جزء أصبح في الواقع بعد وفاة (برانلي) من أبواب التاريخ، فقد ذهب (برانلي) للتاريخ يحكم على أعماله، ولكن العمل الذي قدمه يستحق منا أكثر من هذه السطور

وسأحدث القارئ في المقال القادم عن سبر العلماء لمراحل الإشعاع المختلفة من الراديو إلى الأشعة النافذة مشيراً إلى عمل (لويه) وسيرى القارئ من كل ذلك أن الضوء والكهرباء أمواج كونية واحدة، بحيث لو أننا فقدنا البصر لأمكننا أن نعرف الموجودات، وسنطلعه على شيء يدور بخلدنا، ولمناسبة ما نخوض فيه الآن، عن احتمال قد يكون لصفات الأحياء التي لا زالت فرضية والتي قد تكون موجودة في الكواكب الأخرى. هذه تأملات تبدأ تأملات، ولكنها تصبح برنامجاً للقارئ نحدثه عنه قبل أن نحدثه عن الضوء كمادة في الوجود، وقبل أن نشرح له نوع التفكير الجديد للعالمين الكبيرين لورانتز وأينشتاين.

محمد محمود غالي

دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من السوربون

ليسانس العلوم التعليمية. ليسانس العلوم الحرة. دبلوم

المهندسخانة

<<  <  ج:
ص:  >  >>