على الأستاذ صاحب (الرسالة) الغراء، وحل السيد رشيد المعضلة التي رجا الأستاذ حلها، وتمنى أن تشرح للناس عبقرية هذا الدين وفلسفة تشريعه ووجوه إصلاحه وأسباب خلوده على ضوء العلم الكاشف ونظام التأليف الحديث (بالوحي المحمدي) وقد طبع في سنتين ثلاث مرات، واتفق على الشهادة له كبار العلماء والأدباء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ومختلف أقطارهم. ولو شئت أن أذكر أسماءهم وأنقل جملاً من رسائلهم، لاحتجت إلى صحائف من مجلة الرسالة. على أني أكتفي بأن أورد كلمة من خطاب الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي إلى السيد رشيد في وصف كتاب الوحي:
(إنكم وفقتم لفتح جديد في الدعوة إلى الدين الإسلامي القويم، فقد عرضتم خلاصته من ينابيعه الصافية، عرضاً قل أن يتيسر إلا لفرع من فروع الشجرة النبوية المباركة. وقد استطعتم أن توفقوا بين الدين والعلم توفيقاً لا يقوى عليه إلا العلماء المؤمنون. فجزاكم الله عن الإسلام أحسن ما يجازى به المجاهدون)
وكلمة للأستاذ محمد لطفي جمعة في كتاب الوحي المحمدي:
(وفي الحق أنه كتاب جليل يلفت النظر بما أورده الأستاذ مؤلفه من الأدلة العقلية والحجج النقلية، بوضوح وجلاء، على طريقة حديثة لم تسبق للمؤلفين في المسائل الدينية)
وكلمة للأمير شكيب أرسلان:(. . . وقد كتب السيد رشيد هذا الكتاب أيضاً لكل من نشأ نشأة أوربية أي خالية من التربية الإسلامية التي يكون الناشئ قد ارتضع فيها مبادئ الإسلام مع لبن أمه فيقال إنها رسخت فيه من الصغر، ولما كان جميع من يقرءون العلوم العصرية اليوم ويتعلمون بحسب برامج الحكومات الإسلامية الحاضرة هم في الحقيقة أشبه بناشئة الأوربيين ولو كانوا مسلمين نسباً. كان هذا الكتاب موجهاً أيضاً إليهم لأنهم في حكم الأوربيين من جهة فقد التربية الإسلامية أو على ما يقرب من ذلك)
وفي هذا القدر كفاية من شهادة هؤلاء العلماء الإجلاء بأن كتاب الوحي المحمدي هو الحل للمعضلة التي تسألون عن حلها وهو الضالة المنشودة التي تبحثون عنها لتجيبوا سائليكم عن وجود كتاب يبين أن (الإسلام بتوحيده بين الدين والدنيا علاج لأدواء المجتمع ونظام لفوضى الطبيعة وأنه يساير التطور ويطاول الزمن فلا يمكن أن تكون فيه مناقضة للمدينة الصحيحة ولا معارضة للتقدم الحق) وبالله التوفيق.