وقالت:(إنك لشاب إذا أنت أحببت الكتب والروايات ومناظر السينما التي تبكيك، وإنك لأكبر عمراً إذا أنت آثرت عليها ما يضحكك ويسليك، وإنك لشيخ يائس إذا أعرضت عنها وهي مبكية ومسلية على السواء)
وقالت تخاطب النساء:(أنت شابة إذا نظرت أول ما تنظرين إلى عيني الرجل، وأنت أكبر عمراً إذا نظرت أول ما تنظرين إلى يديه)
وقالت:(أنت شابة إذا راقك الثناء على ذكائك، وأنت أكبر عمراً إذا آثرت الثناء على جمالك ومرآك)
وقالت:(أنت شابة إذا أسفت على وقت ضاع منك في النوم. وأنت أكبر عمراً إذا علمت أن وقتاً تنامينه ليس بالوقت الذي ضاع)
علامات صادقة، لأنها أصدق من توقيت الشباب بالسنة واليوم، ومن حصره بالمصطلحات والتعريفات
وهي صادقة أيضاً لأن المغالطة فيها تجوز حين لا تجوز في مواقيت السنين أو في سمات الشيب والغضون
كان كليمنصو يوم بلوغه الثمانين يتمشى مع صديق في الشانزليزيه، فعبرت بهما صبية فاتنة، والتقت أعين الصديقين، فإذا بعيني الوزير الجليل تلتمعان وإذا به يهتف كأنه يمزح:(ليتني أعود إلى السبعين كرة أخرى؟)
لم قال السبعين ولم يقل العشرين أو الثلاثين. . . أو الأربعين والخمسين؟
لو كان يعلم أن الأمنية تستجاب لتمنى العشرين والثلاثين، ولم يتمن السبعين
لكنها لا تستجاب، فخير له إذن ألا يشهد على نفسه بالفناء وألا يوسع الفارق بينه وبين أيام الغرام. فلأن يكون رجلاً بينه وبين متعة الحياة عشر سنوات، خير من أن يكون حطاماً بالياً بينه وبين المتعة خمسون سنة، ولو في لغة الأماني والأحلام!
سل الشعراء إذن عن علامات الشباب ودلالته، ولا تسألهم عن حدوده وأرقامه، فهم مجيبوك إن سألت هذا السؤال جواباً كجواب العرافين والعرافات يرضي كل سائل ويعجب كل سن ويفتح باب المغالطة على مصراعيه
ومن الذي يأبى أن يثبت شبابه إذا كان الدليل عليه بكاء من رواية أو صورة متحركة أو