لأنهم لو فهموه لأصبحوا شعراء. . . وقد يتفق العلم والجهل؛
أما العلم والشعر فمعاذ الله لا يتفقان!
ولا نحب أن نسأل العلماء عن الربيع، فإن الربيع لمن يحسونه لا لمن يدرسونه، والذين يحسونه لا يستكثرون عليه أن ينطق الجماد بالألحان، فضلا عن البلبل والكروان
فلنسأل الشعراء
والشعراء يقولون إن الربيع شباب الزمان. صدقوا، أي تعريف للربيع أبلغ من هذا التعريف؟
ثم ما الشباب؟
قالوا: والشباب ربيع العمر. . . وصدقوا أيضاً. فأي أوان في العمر هو أشبه بالربيع من أوان الشباب؟
لكن ما الربيع والعمر معاً معشر الشعراء؟
هنا يسكت أصحابنا الشعراء، لأنهم لا يحبون الاستقصاء، ولا يتعقبون الأشياء تعقب الأعداء والرقباء
فليكن الشباب ربيع العمر
وليكن الربيع شباب الزمان
وكفى بذلك تعريفاً لمن يحسون. أما الذين لا يحسون فما هم بعارفين، ولا هم معرفون
وكثير من الذين يحسون قد عرفوا للشباب علامات، وإن لم يحصروه بالكلمات، ولا بالأوقات
فقال الموسيقار موريز روزنتال:(إنك لشاب إذا استطاعت امرأة أن تسعدك واستطاعت أن تشقيك، وإنك لكهل إذا استطاعت إسعادك ولم تستطع أشقاءك، وإنك لشيخ فان إذا عجزت معك عن هذا وذاك)
وقالت ظريفة باريسية: إنك شاب إذا أكلت علبة من الحلوى كل يوم واستمرأت أكلها، وإنك لأكبر عمراً إذا قلت إن الحلوى لسم زعاف، ولكنك تأكلها مع ذاك. وإنك لشيخ يائس إذا انقطعت عن أكلها وعن ذمها وعن اشتهائها