ورحم الله شوقي حين قال: (السيف يزدهي بالصقال!)
فقد كان جيته لا يخجل من ترتيب عمله
وكانت ساعات عمله منظمة، وهو العبقري المشهور
وكان لا يخجل أن يطرد عنه الزائر البغيض
وكان يقول الذي يشغله في جرأة: أرجوك أن تنصرف، فإني مشغول
وفي الأمثال: أثقل الثقلاء من شغل مشغولاً!
ولكننا نتورط، ونجامل، وبذلك نضيع وقتنا
ومن أسرار السعادة أن نتبع الأفضل، ولا نتبع سبيل المجاملة. وقد قال المرحوم أحمد عبد الوهاب باشا: إن من أسرار النجاح أن تقول (لا) حين يجب أن تقولها
إن هذا التورط ضرب من الفوضى، ضرب من قلة الضوابط التي يتبعثر بوساطتها الزمن وتتمزق الجهود
وقد قال أحد عظمائنا: إن آفة الشباب عندنا أنهم يجاملون وسطاً فيه (فرامل) لا يستعملها أهلها!
قال إديسون: إن العبقرية ٩٩ % عَرَق!
يعني أن العبقرية لا تعني الكسل، بل الجهد الدائم، والحيوية المتدفقة
ولقد يخيل للذي يرى أثر العبقرية في الفنون، أن القصيدة أو الرسم، الذي قد يقوم به العبقري في ساعة أو بعضها من نتاج العبقرية وحدها. وهو واهم فإن خطاً واحداً يرسمه مصور هو جهد سنين، وبيت شاعر قد يلوح بسيطاً، ولكن هاته البساطة خلاصة عهود وأزمان من النصب والتعب
ويشترط في العمل أن تتخلله الراحة، ولا يهزأنَّ أحد بذلك، ولا يتخيلن أحدٌ أن الإنسان في راحته تنقطع الصلة بينه وبين عمله. . . كلا. فالعقل الباطن يشتغل دائماً، والإنسان في الراحة يستجم
هذه أسرار الحياة وفنها الرفيع
فلعلي أكون قد أصبت الحقيقة، والسلام عليكم ورحمة الله
إبراهيم ناجي