للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفروض أنه الجندي المحارب

وطبيعة المرأة في أساسها الأمومة، وما يتفرع عن ذلك من حنان

وهي التي تهيئ الوسادة المريحة للجندي، وتبني له العش الهادئ الجميل. فمفروض إذن أنها تنال بالبساطة والوداعة والصبر، مادام أساس طبيعتها الحنان، حنان الأمومة. فمهما عصفت وثارت، يجب أن يعرف الرجل أنه في وسط العاصفة كالربان الماهر في البحر الثائر يصبر على العاصفة ولا يكرهها، ويتنكر له البحر ولا يزال يحبه.

وبهذا المقدار من الفهم عند كليهما تبقى المحبة بينهما ثابتة. ويبقى أن نؤكد أن أساس المحبة والصداقة معاً، أن يتجرد الإنسان من الأنانية. يجب أن يعطي لكي يأخذ، فأكثر الناس يأخذون ولا يعطون، وبذلك يفقدون أحبابهم ويفقدون أصحابهم.

ونؤكد أكثر من ذلك أن أساس المحبة والصداقة أمور صغيرة تقوم عليها الحياة، وتقوم عليها الدنيا، وتقوم عليها المحبة والصداقة

فالعظائم لا يقوم بها الرجل الذي لا يقوم بالأمور الصغيرة في شكل عظيم، وكيف نقوم بالأمور الصغيرة في شكل عظيم؟

إننا في الغالب ننسى المناسبات الصغيرة التي لو انتهزناها فتذكرنا أصدقاءنا أو أحبابنا لقيدت تلك السلسلة الرقيقة أحبابنا أو أصدقاءنا بقيود مدى الحياة، كلمة صغيرة، هدية تافهة، لحظة تنتهزها للسؤال عنهم، رنة التليفون في عيد الميلاد، تلك أشياء ينساها أكثرنا، وبذلك تفتر الصداقات وتموت المحبات ووقودها تلك الأمور التوافه. . .

هذا فن الحب، ويبقى فن العمل

العمل قوام الحياة والدعامة التي تقوم عليها. بل هو الدريئة التي نستتر وراءها لننسى متاعبنا وأشجاننا؛ فما دمنا نعمل فنحن في شاغل من عملنا، لا نبالي بسفالات الناس، ولا بأقاويلهم، ولا بسخافاتهم. ولكن هل مجرد العمل يكفي؟

كلا، لابد أن يكون العمل مثمراً، لابد من الجني الشهي، لابد من الراحة بعد التعب. والراحة ذلك الجني الشهي!

حقيقة أن المواهب تختلف، وأن الله ينعم على هذا بالعبقرية ويجعل ذلك في مستوى العامة

ولكن حتى العبقرية تموت إذا لم يتعهدها العمل المنظم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>