أما الفن الثاني فهو الحب؛ ويتفرع منه الصداقة أو هو أبوها وسيدها
إن رأي فرويد أن الدنيا قامت على الحب وعلى الحب وحده؛ وقد تختلف صوره وتتباين أشكاله. فهو حب للوالدين حيناً وللرفاق حينًا وللجنس المخالف ما تبقى منه. وهو عند فرويد خط مرسوم كالقطار يسير من محطة إلى أخرى ما بتر منه أو اقتصد فيه أو شوه، يغير وجه الحياة بحالها
ويقول علماء التناسل: إن الشاب والشابة في سن المراهقة ينشغلان بتصوير المثل الأعلى كل في ناحيته، والأصل في المثل الأعلى عند الشاب امرأة، وعند المرأة رجل، ولكنه لما كان في تلك السن يستحيل تحقيق ذلك المثل، فإن المراهق ينصرف إلى تخيل المثل الأعلى على هواه، فحيناً يكون ذلك شعراً، وحيناً يكون موسيقى، وحيناً تصويراً
وهنا منشأ الفنون الجميلة
فإذا أراد الله تحقيق حلم من أحلام الشباب وجب أن يعلم كل منهما كيف يحب وكيف يستبقي ذلك الحب
وإذا علم كيف يستبقي حبيبه علم كيف يستبقي صديقه
فيجب على الرجل أن يلم أولاً بطبيعة الحب، وثانياً بطبيعة المرأة. ويجب على المرأة أن تلم أولاً بطبيعة الحب، وثانياً بطبيعة الرجل، فأكثر الخلاف بينهما ناشئ من قلة الفهم. كل يتهم الآخر بما ليس فيه، أو يضيف إليه ما ليس عنده
فالحب ليس عنصراً واحداً بسيطاً، بل هو مزيج مركب من الإعجاب، والجنس، وحب الملك، والاعتياد
فلا بد من الإعجاب أولاً. لابد من تلك الصدمة التي تعتري الإنسان أولاً. وثانياً، لابد أن يكون طبيعياً كما أرادت الطبيعة. وثالثاً لابد من أن يحب الواحد منهما الآخر حباً يغرى بالانفراد، ثم بكشف النفس وفتح مغاليق القلب في غير تكلف ولا تصنع. ثم أخيراً لابد أن يعتاد الواحد الآخر، لابد أن يتآلفا باتفاق الميول وتشابه الأهواء. ويقول العلماء إن هذا الاعتياد هو الأسمنت الذي يربط العناصر الأخرى بعضها ببعض
وطبيعة الرجل في أساسها أنه مغامر مفروض فيه القوة والجبروت والقدرة على الحماية،