عللت الماركسية ذلك بتأثير الإنتاج على الجماعات؛ فالعمل المادي الاقتصادي في نظرها هو العامل الأول في هذا الاختلاف وقد جاءت بأمثلة تحاول إثبات نظريتها هذه وجاءت بفلسفة مبنية على ذلك، وعلى هذا الأساس تحاول إشعال نيران ثورة ليتخلص العمال وهم الأكثرية من نفوذ الأقلية المسيطرة، ليبسطوا تفكيرهم وحضارتهم على الطبقة الصغيرة التي تعتبر رمز الحضارة العالمية في العصر الرأسمالي الحالي. وهي تأتي بأمثلة من حياة الفرنسيين في القرنين السابع والثامن عشر، وكيف كان البلاط ورجاله يعتبرون أثقف طبقة في المملكة يحتذي بهم وتقلد حركاتهم لنفوذ البلاط بينما كان الوضع بالعكس في إنكلترا لنفوذ (الكونتيه واللوردات) فيها. حيث كان كبار المزارعين هم ممثلو إنكلترا في عالم الثقافة والحضارة ويرون من جراء ذلك فكرة الوطنية فكرة ثانوية اصطناعية يمكن التعويض عنها بفكرة الوطنية المهنية والمصلحة المشتركة ويرون في الكاثوليكية العالمية مثلاً نوعاً من الوطنية والاستقلال فلم لا يتفق عمال العالم ويكونون لهم وحدة واحدة على أساس دكتاتورية العمال وتقارب المصلحة والفكر، يدعمون رأيهم ذلك بما يبديه الاشتراكيون على اختلاف حكوماتهم من تعاون تام واتفاق في الطريقة والعمل والفكر وتقاربهم كلهم في الفكر وهذه تعارض النازية تماماً، تلك النظرية التي تدعى بالعنصرية وتفوق الجنس الآري على الأجناس الأخرى وتعارض كذلك حوادث التاريخ أيضاً. وقد قلنا إن هذه الطبقات تكيف لها لهجة خاصة تتكلم بها، وهذا يعني أن عقلية تلك الطبقة قد تغيرت عن عقلية الطبقة الثانية، والذي يلاحظ بصورة عامة أن اللصوص والسراق لغة خاصة واصطلاحات تتكلم بها، وكذلك يفعل النشالون ولهم طريقة خاصة في إخراج الأصوات، وسكان نابولي في إيطاليا أو صيادو الأسماك في انكلترة وألمانيا وغيرها من البلاد يخرجون الكلمات بصورة تختلف عن المزارعين أو التجار فهي بصورة عامة طويلة عريضة بينما نجد لغة التجار سريعة وقصيرة. هذه أشياء لوحظت وشوهدت بالتجربة، ونطق الإنكليزي الذي ينزل فكه إلى تحت يختلف عن نطق الفرنسي الذي يمد فتحه فمه إلى الجانبين وذلك يعني أن اللغة تتغير أيضاً مما لا مجال لبيان سببه في هذا الموضوع. ولكن في ذلك رداً بصورة عامة على من يقول إن اللغة تساوي العنصرية تماماً. نعم هي تمثل جزءاً من روحية الشخص ولكن ليست روحيته تماماً إذ لو كان ذلك لكان زنوج