ثم سألت ربيعاً عن نبات آخر قال: هو الرمث. قلت: قد رأيت الرمث في العراق وهو أكبر من هذا، فهل يطول الرمث أكثر مما أرى؟ قال: لا. قلت: إن رمثك هذا عجيب. وتذكرت قول أبي الطيب في قصيدة ابن العميد يصف ناقته:
تركت دخان الرمث في أوطانها ... طلباً لقوم يوقدون العنبرا
ثم سالت ربيعاً عن نبات تنبسط على الأرض فقال: سفيراً. فأعدت السؤال، فقال: سفيرا عزيزة. فعجبت أن تكون السفيرا عزيزة اسم نبت في الصحراء، ثم سألت أعرابياً من بعد فقال نعم يسمى بهذا الاسم - ولم أعرف كيف سمي به - وبعد مسيرة نصف ساعة توقفنا للغداء، عند جبل يسمى جبل الزمرد ولكنا لم نهتد إلى الزمرد فيه، ويقال إن به حجارة زرقاء وإن الزمرد يكون في حجارته
وقد حدثت أعرابياً هناك، وسألته عن نبات ضعيف له زهر بنفسجي فقال هو البَهَك ينبت بعد المطر
ثم سألته عن نبات له ثمر مستدير ذو شوك. فقال: السعدان قلت: أهذا هو السعدان الذي ملأ صيته كتب الأدب، والذي ضرب المثل بجودته فقيل: مرعى ولا كالسعدان، ويضرب المثل بشوكة: حسك السعدان، ولكن السعدانة التي رأيتها كانت خضراء لم يمتد شوكها وييبس
وابلغنا السير أبا زنيمة عشياً، وأصبحنا إلى السويس فالقاهرة
فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر