وقد استحسن الالتفات الذي كانت تعيره إياه، وأراد أن يبرهن على تقديره لها فدعاها لمرافقته إلى الصيد، وكانت هذه الدعوة أمراً لم يقدم عليه إلى الآن مع أية سيدة أخرى. وقد بدت لها هذه الدعوة مضحكة إلى درجة لم تر مانعاً من قبولها
وتعاون الجميع على إلباسها لباس الصيد. فصار كل واحد يقدم لها شيئاً، ثم ظهرت وقد ارتدت ثيابها على طريقة سكان (الأمازون) في رجليها حذاءان ضخمان، تنفرجان عن سروال من سراويل الرجال، فوق قميص قصير تغطيه سترة من القطيفة تضيق عند النحر، وعلى رأسها قبعة من قبعات الخدم الذين يقودون الكلاب
وكان يبدو على البارون أنه شديد التأثر كأنما هو سيطلق أول طلقة من بندقيته، وشرع يشرح لها بدقة اتجاه الهواء ومختلف أنواع وقفات الكلاب، وطرق اجتذاب الحيوانات والطيور لصيدها. ثم دفع بها إلى أحد الحقول وراح يسير في إثرها خطوة خطوة كأنه مرضع تسير وراء رضيعها عندما يبدأ يمشي لأول مرة
وصادف (فيدور) طائراً فأكب على رجليه ووقف.
ثم رفع إحدى رجليه، وكان البارون وراء تلميذته يرتجف كريشة في مهب الرياح يتمتم: انتهى. . . حجـ. . . لات. . .
ولم يكد يتم كلمته الأخيرة حتى دوى طلق شديد، وارتفع من الأرض بررررر. . . فارتفع على الأثر سرب من الطيور في الهواء وهي تضرب بأجنحتها ضرباً عنيفاً
ومن شديد التأثر أغمضت السيدة فيلرس عينيها وأطلقت طلقتين، وتقهقرت من أثر رجة البندقية، فلما استعادت رباطة جأشها أبصرت البارون يرقص حولها كالمجنون وفيدور يعود بحجلتين بين فكيه
منذ ذلك اليوم بدأ السيد كورتلين يعشقها!
وأنشأ يقول عنها وهو يرفع بصره: يالها من امرأة!. . .
ومنذ ذلك اليوم صار يأتي كل مساء ليتحدث عن الصيد. وذات مرة، بينما كان السيد دي كورفيل يودعه والبارون مندفع في امتداح صديقته الجديدة سأله: