أغلب الظن أننا اليوم أمام نظرية علمية جديدة من هذا الوزن الثقيل، سيتفسر بها الكثير مما يحير اللب اليوم، وحيره في كل العصور، بل ربما أفضت إلى تفسير كل شيء على أساس جديد. نظرية روحية سيقال إن بطلها ألفر لدج. والحقيقة أن النظرية الضخمة لا يتفرد بتشييدها عادة عقل واحد مهما تجبر، وهذه النظرية قد ساهم فيها آخرون لن تكون جهودهم منسية، نخص بالذكر منهم (كروكس) و (ولاس) من علماء الجيل السابق، والعالم الفرنسي المعاصر (شارل ريشيه).
ولكن إذا كانت هناك حقيقة ظواهر من هذا النوع، ينتفي عنها الدجل، وتشعر بأقل أمل في الوصول إلى كشف خطير كالذي يجاهر به لدج، فلماذا نرى جمهور رجال العلم يغمضون عنها عيونهم، ويضعون أصابعهم في آذانهم كلما صاح فيهم لدج وأهاب بهم؟ هل يعقل أن يوجد ميدان بحث كهذا، جليل النفع، خطير الغاية ثم لا يلجه من العلماء إلا الشاذ النادر، وترفض الاعتراف به المجامع العلمية، وتظل قاعات البحث في الجامعات خالية من كل أثر له؟ لقد عهدنا رجال العلم ككلاب الصيد، تشتم ريح الفريسة من بعيد، فلماذا نرى منهم البرود والجمود في هذا الموضوع؟
هي حال غريبة حقا. ولكن يظهر أن صيحات لدج قد بدأ صداها يدوي في الآفاق العلمية. فقد جاء في عدد ٢٣ ديسمبر سنة ١٩٣٣ من مجلة نايتشر الإنجليزية (مجلة علمية يعرفها كل مشتغل بالعلوم تمثل الرأي العام العلمي أصدق تمثيل) مقال من قلم التحرير الذي يرأسه (سر رتشارد غريغوري) بعنوان (العلم والبحوث الروحية) نقتطف منه ما يلي: -
(إن الظواهر غير العادية، التي تشاهد في حالة النوم المغنطيسي وفي حالات الذهول والكتابة الأوتوماتيكية ونحوها، قد أصبحت الآن جديرة بالتفات الباحثين من حملة الدرجات الجامعية. . . . إن الحاجة إلى البحث الصريح الجريء في تلك الظواهر لتزداد يوما عن يوم. . . . من الواضح الجلي أن تبعة عدم الوصول إلى تعليل لتلك الظواهر تقع على عاتق الهيئات العلمية الرسمية. . . . تلك الظواهر الغامضة الخارقة للعادة قد أصبحت من مواد البحث الجدي في كثير من المراكز العلمية بأوربا وأمريكا، وقد حان الوقت على ما نظن لأن تعد العدة لمثل هذا البحث في بريطانيا. . . . لا يتسربن إلى الذهن أن أي جامعة