للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعترف بهذا الموضوع الواسع الغامض، ستجد في الخطوة التي خطتها مساسا بكرامتها، بل العكس، ستكون إرادتها الحرة في خدمة العلم وتقدمه سبباً في ازدياد قدرها كمركز للتقدم المستنير.)

نغمة جديدة، واتجاه فيه الخير حتما، سواء أأفضى إلى النتيجة المتوقعة أم إلى غيرها، لأن نتائج البحث العلمي الصحيح لها دائما قيمتها. والآن نورد مثالا من المشهدات التي تعرض كثيرا للعلماء القليلين المشتغلين اليوم بهذه البحوث.

في سنة ١٩٠٣ تلقى السر ألفر لدج من صديقه الأستاذ شارل ريشيه رسالة فحواها أنه في الليلة التي قتلت فيها ملكة الصرب وأخواها في بلغراد كان الأستاذ ريشيه مجتمعا بوسيط وبعض الأصدقاء في جلسة روحية بباريس، وكانت حروف الهجاء تملى عليهم بطرقات على المائدة. فبعد ورود عدد من الرسائل العادية بدا من القوة المتسلطة على المائدة اهتمام وإلحاح، وأمليت الحروف الآتية بطرقات أعلى من المعتاد عندئذ توقع ريشيه أن تكون الرسالة باللاتينية، واستمر الإملاء وجاءت الحروف الآتية ولم يجد ريشيه في الرسالة أي معنى، ولكنه استمر في التدوين آليا، وكانت الحروف الباقية ولم يكن يفهم من هذه الرسالة سوى أنها تشير إلى عائلة ما. ثم لاحظ ريشيه بعد ذلك أنه يمكن تقطيعها إلى كلمات هكذا (بانكا الموت كامن للعائلة.)

هذه الرسالة وردت في يوم الأربعاء ١٠ يونية سنة ١٩٠٣ الساعة ١٠ والدقيقة ٣٠ مساء. وبعد يومين كانت الصحف الفرنسية غاصة بخبر مقتل الملك إسكندر وزوجته الملكة (دراجا) وأخويها في بلغراد. ومن بين ما ذكرته الصحف ان والد الملكة توفى من عهد غير بعيد وكان اسمه (بانسا) وقد دهش الأستاذ ريشيه عندما رأى هذا الاسم في الصحف. ولاحظ اتفاقه مع الكلمة الأولى غير المفهمومة في الرسالة والخطأ الوحيد هو إملاء بدلا من

وبالبحث علم ريشيه ان القتل حدث بعد منتصف الليل بقليل، فهو في وقت ورود الرسالة لم يكن قد وقع بعد. ثم علم ريشيه ان الساعة ١٠ والدقيقة ٣٠ في باريس توافق منتصف الليل في بلغراد. وهو الوقت الذي غادر فيه القتلة فندق (لا كورون دي سريا) لارتكاب الجريمة المروعة. إذن فكلمة تناسب الظروف تماما، إذ تشعر بقط يتحفز للوثوب على

<<  <  ج:
ص:  >  >>