يقول له: أشكرك كل الشكر يا سعادة البك. هذه وهي الجنيهات الخمسة التي أقرضتني إياها في عيد فرنسا في كازينو سان استفانو. فقبل الغني الورقة وهو يقول: العفو العفو!. . . من غير أن يفكر في أن عيد فرنسا لا يكون إلا في ١٤ يوليو، وأنه كان في أوربا في ذلك الوقت، فلم يكن من الممكن أن يلقى حفني بك في سان استفانو ولا أن يقرضه شيئاً. . .
تلك كانت ضربة قضى بها حفني بك على المسكين من غير شك. . . ولكن أليس هذا المسكين جديراً بهذه الضربة. . . إنه على أي حال لم يتألم منها ولم يشك وجعها. فنفس كهذه لا يقتلها السم إذا نقع معه قرش لا جنيهات خمسة
الأستاذ محمود بسيوني:
صاحب البطاقة السهلة التي يستطيع أن ينالها منه كل قاصد تقديماً وتوصيةً. وصاحب الصدر الرحب الذي يفتحه لكل من يريد أن يرتمي في أحضانه. ولكن كم من الناس يستطيع أن يقول إن بطاقة بسيوني بك نفعته أوأن وساطته قضت له حاجة؟
هذا رجل كاهن. استطاع أن ينجح في المحاماة إلى أبعد حدود النجاح لأنه استطاع أن يتغلغل ي نفوس الفلاحين إلى أبعد حدود التغلغل. . . رآهم يحبون الرجل الطيب فكان أطيب رجل، ورآهم يأمنون الرجل الصالح فكان أصلح رجل
رأيته يوماً يدخل بنك مصر ومعه عميل من الريف، فلم يصعد به السلم إلى المكتب الذي كانا يقصدانه، وإنما طاف به في بهو (البنك) طوفة متأنية متريثة، أخذت أعصاب الرجل الريفي تتفكك فيها وتنحل رويداً رويداً من أثر الروعة التي كانت تشع عليه من جدران البنك. . . فلما تم له هذا أخذه وصعد به إلى حيث كانا يقصدان؛ وقد آمن الرجل إيماناً بأن بنك مصر هو خير من ألف بنك
وهذه من غير شك أطيب دعاية وأكرم خدمة يؤديها محام وطني لعميله الوطني وللبنك الوطني ولإحساسه الوطني أيضاً. . .