والحربية في بلاد الأعداء، وأن يطالع الصحف الأجنبية ويستخلص منها ما يفيد القيادة العليا ووزارة الخارجية، ثم يدرس أساليب التنظيم الحربي عند الدول الأجنبية ويستطلع مستحدثاتها الحربية. ومن شؤون هذا المكتب إيفاد البعثات إلى الخارج ونقل البريد والاتصال الدائم بأركان جيوش الدول المحالفة والمحايدة وغير ذلك مما لا نذكره اجتزاء
وهناك مكتب آخر من مصلحته تقديم التعليمات السرية عما يجري في بلاد العدو، وهو الذي أفادنا في الحرب الماضية أن القروض الألمانية والنمساوية منيت بالفشل وإن تكن حكومتا برلين وفينا أذاعتا نجاحهما الباهر. ومن مصلحته أيضاً الإفادة من نتائج الحصار ودرس الوسائل التي تضعف العدو
ومن المهام الخطيرة المفروضة على أركان الجيش نقل الجيوش وكلنا يذكر النظام التام الذي تم فيه نقل جيوشنا سواء في أغسطس من سنة ١٩١٤ أو في سبتمبر من هذه السنة. فلا اضطراب، ولا فوضى ولا تشويش. وقد أدت سككنا الحربية خدمات جليلة، وكانت من أهم أسباب انتصارنا في الحرب الفائتة. ومنها توزيع الرسائل على جنودنا سواء في فرنسا أو في الخارج. ولكي يتصور القارئ مشقة هذه المهمة نقول إن ما يرسله جنودنا من الرسائل وما يرسل إليهم يملأ ثلاث مركبات
إن ما ذكرناه ليس إلا صورة مصغرة للخدمات الكبيرة والمهمات الخطيرة التي يؤديها أركان جيشنا محور الدفاع الوطني وقلبه النابض
ممتلكات إنجلترا
(عن مجلة (العصبة))
من الأقوال الشائعة أن الشمس لا تغيب عن أملاك إنجلترا. وتلك حقيقة ليس فيها أقل مبالغة، فأني توجهت تر لبريطانيا العظمى علماً مرفوعاً ومدفعاً منصوباً وسفينة جارية. محطات حربية في أهم وأمنع المواقع، قواعد تجارية منتشرة في كل صقع، ممتلكات ومستعمرات لا تقل مساحتها عن خمسة وثلاثين مليون كيلو متر مربع، عمارات من السفن الحربية والتجارية تغشى البحار ليل نهار. هذا هو المشهد الأول من عظمة الإمبراطورية البريطانية.
يخفق العلم البريطاني في أوربا على: إنجلترا، إيرلندا، مالطة، جبل طارق