نقلاً عن التصريح، وفي فرائد القلائد في مختصر الشواهد لمحمود العيني أنها للفرزدق. وقد ارتضى ذلك الأستاذ أحمد زكي صفوت في كتابه الكامل في النحو، والأستاذ الشيخ محمد محي الدين في شرحه على ابن عقيل. أما في شرحه على الأشموني فقد ذكر ما ذكره العيني ثم أورد رواية ياقوت في معجم البلدان. والذي يرجح أنها للفرزدق عدة أمور (١) إن ما ذكره أبن قتيبة في الشعر والشعراء، والمبرد في الكامل من أنها لمالك بن الريب خطأ محض، إذ أن مالكاً مات في زمن معاوية ولم يدرك الحجاج (٢) شبه الإجماع من كتب النحو والشواهد على أنها للفرزدق (٣) إن رواية أبي تمام أقوى من رواية ياقوت التي تنسبها للبرج بن خنزير، إذ أن أبا تمام توفي سنة ٢٣١هـ، فهو أقرب إلى الفرزدق المتوفى سنة ١١٤هـ من ياقوت المتوفى سنة ٦٢٦هـ. ولم نجد كتاباً آخر ينسبها للبرج غير ياقوت (٤) إن البيتين الآتيين من القصيدة نفسها:
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبداً من عبيد إياد
زمان هو العبد المقر بذله ... يراوح صبيان القرى ويغادي
بالفرزدق ألصق لما له من اعتزاز وتيه وذكر للآباء والأجداد، ولكثرة مناوشاته مع الولاة بل مع الخليفة أحياناً.
٣ - الآخر والثاني: يأخذ الأستاذ م. م. إبراهيم على الأستاذ أحمد أمين قوله: قال أحدنا: جزءاً من العقد الفريد، وآخر: جزءاً من الأغاني وثالث الخ. . . ثم يقول: والمعروف في اللغة أنه لا يسوغ أن تقول آخر إلا إذا كان هو الأخير فلا تقفي بعد ذلك بأعداد أخرى الخ. . وأظن الأستاذ قد خلط بين آخر بكسر الخاء ضد أول وآخَر بفتحها بمعنى غير أو واحد. كما أحسب أنه لم يعرف أنها ربيع الآخر وجمادي الآخرة بكسر الخاء فيهما، ولو كانت بالفتح لقالوا: جمادي الآخرى مؤنث الآخر بالفتح لأن الآخرة مؤنث الآخر بالكسر. فاللغة إذن لا تمنع أن يقال جاء رجل وغيره وثالث ورابع.