ويكبح جماح العلم الحديث فلا يستعمل إلا في خير الإنسانية، فلا بد للعلم الحديث من دين يكبح جماحه، ولا بد للدول من أن تعترف بالإله الحق الذي سخر لهم الطبيعة وأنزل لهم الشريعة وأنذرهم من آلاف السنين في كتبه المقدسة بما صدقه التاريخ وبما هو حاصل اليوم وواقع على رؤوسهم
فعلى رجال الدين الإسلامي أن يثبتوا في مراكزهم ولا يتزحزحوا عنه بالتأويل والتحوير إرضاء لعدوهم فالعاقبة لهم إن كانوا مؤمنين حقاً بدينهم. . . والله يدعوا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
محمد عبد السلام القباني
المدرس بكلية الشريعة
تعقيب على مآخذ
١ - ذكر الأستاذ القطان كلاماً حول لفظي تعبان وظمآن فقال إن تعبان تمنع من الصرف، لأن مؤنثه تعبانة ولا يمنع من الصرف إلا ما كان مؤنثه على وزن فعلى وكان زائد الألف والنون. نعم إن القاعدة مسلمة، ولكن هل وردت كلمة تعبان في كتب اللغة أم هي كلمة عامية والعربي غيرها. أجمع أساس البلاغة وتاج اللغة والقاموس وشرحه وأقرب الموارد واللسان والصحاح على أنه يقال: هو تعب ومتعب ولم يقولوا تعبان. إلا أن المنجد ذكر هو تعب وتعبان، ولا ندري من أي مصدر استقاها. من هذا يتبين لنا أن تعبان ساقطة من أساسها على الأصح لأنها لو كانت موجودة في اللغة لذكرها الأشموني مع الأربعة عشر لفظاً التي مؤنثها فعلانة وإذن نأخذها على الدكتور زكي مبارك غلطة لغوية. أما ظمآن فقد ورد في القاموس ظمآن وظمآنة، وفي أقرب الموارد هي ظمأى وظمآنة. أما في اللسان وتاج اللغة والصحاح فهي ظمأى، وما دامت قد وردت ظمآنة في بعض أمهات الكتب يصح قول الدكتور محمد عوض لم يزل ظمآناً.
٢ - الأبيات الحائرة: يذكر الأديب علي محمد حسن أن كتب النحو والشواهد أجمعت على أن الأبيات الحائرة لمالك بن الريب، ولا أدري أين هذه الكتب التي أجمعت على أنها له؛ فإن كتب النحو والشواهد أجمعت على أنها للفرزدق. ففي حاشية الصبان على الأشموني