وألقت نظرة إلى صديقتها وقدم لها هو ورقة من ورق الرسائل الأزرق وقلما فقالت:
- اجلس هنا.
وأشارت إلى المكتب فجلس وهو لا يدري ماذا يراد به. فقالت:
- أكتب ما أملي عليك (وأخذت تملي)
٢. ٥ متر كريب ستان أسود، ٥ أمتار كريب جورجيت أسود. حذاء أسود رقم ٣٧ (أنيسيال) حرف (ل) وقالت كأنما تحدث نفسها:
- يكفي حرف واحد باسمي أنا (وكان اسمها ليلى!)
والتفتت إلى صديقتها قائلة: ماذا غير هذا؟
وقبل أن تجيبها قالت وكأنما تحدث نفسها مرة أخرى. . . كفى!
فرفع إليها (حقي) عينين حائرتين يسائلها ماذا تعني فقالت:
- سوف آتي يوم الثلاثاء القادم فأجدك اشتريت هذه الأشياء. إني اترك الاختيار لذوقك - ثم قالت:
- سوف ترى كيف أبدو في هذه الملابس.
فحاول أن يبتسم، ولكن شفتيه لم تنفرجا، وحاول أن يعلل مسلكها فلم يهتد إلى تعليل. ترى ما الذي دعاها لان تطلب منه هذا، وقد كانت ترفض أن يهدي إليها شيئا مخافة أن يسألها ذووها عن مصدره؟ ثم هذه الطريقة التي طلبت بها ما طلبت. إنها لم تعجبه بل ومالنا لا نقول إنها ساءته وأمضته أيما مضض.
وحاول أن يستبقيها حين همت بالرحيل ولكن الأعذار تسابقت إلى شفتيها. . . وساءل نفسه - وهو يسير معها إلى الباب يودعها وصديقتها - بماذا تراها تعلل مسلكها إن سألها عنه؟ ولم يجد جوابا، وانتهى إلى أنها وضعت نفسها في مأزق سوف لا تدري كيف تخرج منه.
ووقف في أعلى الدرج يتابعها بنظراته وهي تهبط، وطافت برأسه حكاية الغزال والثعلب فهم ان يصيح بها. لم لم تفكري في الطلوع قبل ورود الماء؟ ولكن ارتد عن هذا وعاد إلى مكتبه يفكر