في عشر مجلدات، ونقلت منه إلى كتابي المرسوم بأخبار الشعراء فأكثرت، وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه كقوله في أخبار أبي العتاهية - وقد طالت أخباره هاهنا، وسنذكر خبره مع عقبة في موضع آخر ولم يفعل. وقال في موضع آخر - أخبار أبي نواس مع جنان إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت - ولم يتقدم شيء، إلى أشباه لذلك. والأصوات المائة هي تسع وتسعون. وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان قد غلب عليه والله أعلم)
هذا كلام ياقوت، ومنه يحتمل أن الكتاب له بقية محتملة أو هو قد سقط منه شيء لطول العهد، وعليه فلا يبعد أن يكون الجزء المتحدث عنه هو منه، وهاهو ذا الإمام الجليل أبن منظور صاحب لسان العرب ينقل عن الجزء الحادي والعشرين في مختصره مختار الأغاني في الأخبار والتهاني منذ ستمائة عام مضت على مختصره هذا حديثاً طريفاً عن إسحاق الموصلي وغلامه زياد لم تذكر بعد إلا في الجزء الحادي والعشرين.
حديث إسحاق وزياد
إسحاق الموصلي من مشاهير الأدباء وأهل الغناء، وأخباره في كتاب الأغاني قد لا يخلو منها جزء منه، وله حكاية ظريفة وأشعار ظريفة في غلام له أسمه زياد لم تذكر إلا في الجزء الحادي والعشرين من الكتاب، وهذه الحكاية هي عماد بحثنا في أن الجزء المشار إليه هو من الكتاب، لأننا وجدنا العلامة أبن منظور نقلها عنه واختصرها منه
جاء في أول الجزء الحادي والعشرين طبع ليدن والذي ادعاه رودلف ما نصه:
خليلي هيا نصطبح بسواد ... ونرو قلوباً هامهن صواد
وقولا لساقينا زياد يرقها ... فقد هز بعض القوم سقي زياد
الشعر والغناء لإسحاق، ولحنه من الثقيل الأول بالبنصر - خبر إسحاق مع غلامه زياد - هذا الشعر يقوله إسحاق في غلام له مملوك خلاسي يقال له زياد، كان مولداً في مولدي المدينة فصيحاً ظريفاً فجعله ساقيه وذكره هو وغيره في شعره، فمن ذكره من الشعراء دعبل وله يقول: أخبرني بذلك علي بن سليمان الأخفش عن أبي سعيد السكري قال: كان زياد الذي يذكره إسحاق في عدة مواضع منها قوله: وقولا لساقينا زياد برقها) نظيف السقي لبقا. فقال فيه دعبل: