للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمتي فلانة فأعينوه على أمره قال: فلم يخرج حتى أوصلنا إليه عشرين ألف درهم أخرجناها له من أموالنا. أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال: حدثني أبي قال توفي زياد غلام إسحاق الذي يقول فيه. وقولا لساقينا زياد يرقها، فقال إسحاق يرثيه:

فقدنا زياداً بعد طول صحبة (كذا) ... فلا زال يسقي الغيث قبر زياد

ستبكيك كأساً لم تجد من يديرها ... وظمآن يستبطي الزجاجة صاد

أخبرني عمي قال حدثني ابن المكي عن أبيه قال اصطبح محمد الأمين ذات يوم وأمر بالتوجيه إلى إسحاق فوجه إليه عدة رسل كلهم لا يصادفه حتى جاء أحدهم به فدخل منتشياً ومحمد مغضب فقال له: أين كنت ويلك. قال: أصبحت يا أمير المؤمنين نشيطاً فركبت إلى بعض المتنزهات فاستطبت الموضع وأقمت فيه وسقاني زياد فذكرت أبياتاً للأخطل وهو يسقيني فدار لي فيها لحن حسن وقد جئتك به فتبسم ثم قال هات فما تزال تأتي بما يرضي عنك عند السخط، فغناه

صوت

إذا ما زياد علني ثم علني ... ثلاث زجاجات لهن هدير

خرجت أجر الذيل زهواً كأنني ... عليك أمير المؤمنين أمير

قال بل على أبيك. قبح الله فعلك. فما يزال إحسانك في غنائك يمحو إساءتك في فعلك وأمر له بألف دينار - الشعر في هذين البيتين للأخطل والغناء لإسحاق رمل بالبنصر - ورواية شعر الأخطل: إذا ما نديمي علني ثم علني، وإنما غيره إسحاق إذا ما زياد

هذه هي حكاية إسحاق التي لم توجد إلا في الجزء الحادي والعشرين من الأغاني وهي التي أقرها ابن منظور في مختصره ونقلها عنه. فهل بعد هذه الأبيات الأكيدة لقائل أن يقول إنه ليس من الكتاب في شيء!

حسن خطاب الوكيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>