للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سياجاً يحوط مأواه من الجهات الأربع وجعل فيه باباً للدخول والخروج.

أراد بعد ذلك أن يستغل الفضاء بين محيط السياج وبين محيط مأواه لغرض توسيعه فشد بالحبال جوانب الخيمة رأساً إلى جوانب السياج بعد استبدال مادته الضعيفة بأخرى أقوى منها وهي الطين.

ثم نزع غطاء المأوى الرخو واستبدله بآخر صلب فجعله قصباً وأحطاباً ترتكز من وسطها على جذع شجرة فصار أشبه شيء (بالعرشة) بذلك أتخذ المأوى أول شكل عادي مألوف لسكن الفلاح الحالي.

وهذان شكلان آخران أيضاً لمسكن فلاح مُحَسن، منقول أحدهما عن نموذج موجود بالمتحف المصري، والآخر عن نموذج موجود بالمتحف البريطاني. ويتركب الأول من غرفتين وحوش مكشوف به سلم يؤدي إلى السقف. وللسطح ثلاثة حيطان، تعلوها تغطية ترتكز على عمود من برعم اللوتس مبني فوق الحائط الذي يفصل الغرفتين عن الحوش.

ويتكون الثاني من حوش مكشوف يطل عليه باب غرفة ونافذتها المحلاة بعمود من زهرة اللوتس، وإلى اليسار بوابة بالمتحف البريطاني مفتوحة تؤدي إلى سلم ينحصر بين الغرفة وحائط الحوش، ويصل إلى سقفها حيث يوجد مقعد صغير له فتحة صغيرة أيضاً بمثابة نافذة لها.

ثانياً - حاله الآن:

وصل مسكن الفلاح على أيدي أجدادنا ومنذ آلاف السنين إلى هذه الحال، فما هي التحسينات التي أدخلت عليه منذ هذا الأمد السحيق؟!. . . إذا استثنينا النادر - وليس للنادر حكم - فاللهم لا لشيء. . .!!

المسكن الحالي للفلاح رديء بأوسع ما في هذه الصفة من معنى. ليس وافياً بالغرض المنشأ من أجله. لا تجد فيه أعمالاً صحية مناسبة للريف لتوفير السبل المعقولة للتهوية والإضاءة والتدفئة والنظافة والتصريف. فغدت صحة الفلاح تبعاً لذلك عرضة لكل مرض. ولم يراع في هندسته الترتيب والتنسيق المناسب للريف، فغدا كتلة جامدة من الفوضى والتشويش لا تساعد على رفع المستوى الاجتماعي لساكنه، بل هي لا تساعد إطلاقاً على تكوين أي مستوى اجتماعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>