للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثالثاً - ما يجب أن يكون عليه مسكن الفلاح:

لندع الآن دراسة تفاصيل المسكن الحالي للفلاح لنرى بإيجاز ما يجب أن يكون عليه مستقبلاً؛ وسيكون ذلك من تلقاء ذاته نقداً وافياً لأي مسكن حالي

(أ) من حيث الوضع

يجوز بناء مسكن الفلاح منعزلاً عن مسكن جاره زيادة في قوة التهوية والإضاءة؛ والأغلب بناء المساكن متلاصقة بهيئة صفوف توفيراً لمساحات الأرض وتكاليف الإنشاء، اتجاهها (بحري - قبلي) حتى تتسلط أشعة الشمس على المسكن طيلة اليوم

(ب) من حيث مادة البناء

استعمل قدماء المصريين غنيهم وفقيرهم (الطوب الأخضر) في جميع مرافقهم الدنيوية لملاءمته لجو مصر، ولكونه موصلاً رديئاً للحرارة، ولسهولة الحصول عليه ورخص تكاليف البناء به، كما نستعمله الآن، وتستعمله أيضاً بعض الولايات الأمريكية

وفي الواقع يصح استعمال الطوب الأخضر كمادة بنائية للحيطان في الوجه القبلي وأغلب بقاع الوجه البحري لندورة الأمطار بشرط التأكد منه والعمل على عدم تأثير الرطوبة الأرضية فيها. بل ويمكننا القول مع شيء من الجرأة بجواز تعميم البناء بالطوب الأخضر حتى في شمال الدلتا بشرط عمل (رفرفة) مناسبة للأسقف و (لدروة) حائط الحوش مع تغطيتها (بدكة) جيدة للريف من خراسانة الجير والحمرة، وبشرط طلاء الحوائط بمونة جربتها بنفسي وهي (مونة) الجير والساس والتي ألح في طلاء جميع مساكن الفلاحين على الأقل بها في أية بقعة. فهي نظيفة قوية لا تحتاج إلى الترميم مثل (مونة) الطين ولا تمتص الرطوبة الموجودة في الجو ولا تسمح كالطلاء بالطين ببقاء وتوالد البق والبراغيث على سطحه الخشن وبين الشقوق الدقيقة فيه خصوصاً أن البراغيث وسيلة لنقل الطاعون

هذا وتكون أرضية الغرف من (دكة) خراسانة الجير والحمرة أيضاً بارتفاع ١٥ سم عن سطح الأرض

ولا يفوتنا ونحن في صدد الكلام عن مادة البناء أن نعنى بانتخاب أنواع الأخشاب المصرية الصالحة لأعمال الإنشاء الهندسية، وبالعمل على الإكثار منها لنعتمد عليها في عمل الأسقف

<<  <  ج:
ص:  >  >>