للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى ذلك أن الحصون الفرنسية في تلك المنطقة اضعف منها على حدود ألمانيا، فعلى الحدود الفرنسية البلجيكية كانت تقوم حصون متفرقة أقل مقاومة من خط ماجينو الذي ينتهي عند لونجوي

وتختلف خطة ألمانيا الحالية عن خطتها سنة ١٩١٤ في اجتياحها لهولندا لغرضين عسكريين: الأول اتخاذ قواعد برية وبحرية وجوية تقرب بينها وبين إنجلترا، والثاني لتأمن على جيوشها هجوم قوات الحلفاء من هولندا

فالمسافة بين شواطئ هولندا وإنجلترا قصيرة لا تتجاوز ١٥٠ ميلاً تقطعها الطائرات في أقل من ساعة، كما تتخذ موانيها قواعد للغواصات، وبهذا يتيسر لها استغلال أسطولها الجوي على أحسن وجه. وتتجه القوات الألمانية إلى الغرب للاستيلاء على موانئ فرنسا على المانش لقطع المواصلات بين فرنسا وإنجلترا ليتعذر نقل القوات البريطانية إلى فرنسا

انهيار مفاجئ

ويبدو لنا أن خطط الحلفاء الجديدة قد نجحت فتيسر لها وقف التقدم الألماني، بل إنها تمكنت من طرد القوات الألمانية من بعض المناطق التي سبق أن استولت عليها. ولعل هذا يوضح السبب في التجاء الألمان إلى إنزال بعض جنود المظلات الواقية خلف خطوط القتال لتؤدي مهمة قطاع الطرق؛ فتعتدي على المدنيين لبث الرعب فيهم، ولتخلق لقيادة الحلفاء بعض المتاعب التي تصرفها عن العناية بجبهة القتال. ولكننا نعتقد أن هذه الوسيلة فاشلة مقدماً، فقد عرفت وسائلها واستعدت لها البلاد، ونظمت قوات خاصة لتطهير هذه الآفات الكثيرة النفقات التي إن تحملها موارد ألمانيا الاقتصادية فترة من الزمن فلن تتحملها فترة أخرى

فإن جندي المظلات الواقية يتكلف بضع مئات من الجنيهات. فوزن المظلة الواقية وحدها ١٢ رطلاً من الحرير الطبيعي يضاف إليها نفقات معداته من دراجة بخارية ومدفع سريع الطلقات وأنصار سريين يشترون بالمال من داخل البلاد. فكل هذه النفقات لا تتحملها الموارد الألمانية. ولهذا يتردد كثير من خبراء الحرب في اعتبار الخطوات التي اتخذتها ألمانيا خطوات موفقة، بل يقول بعضهم إن حوادث سنة ١٩١٤ تتكرر في هذه الحرب إذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>