سريع الجريان وذلك ليتاح لها الاستفادة من نجدات جيوش الحلفاء. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فإن القيادة الألمانية هاجمت بلجيكا من جبهتين الأولى من لكسمبورج إلى منطقة أردن وكانت هذه الجبهة كما قلنا خالية من الجنود المدافعة. والثانية اجتاحت مقاطعة لامبرج الهولندية واستولت على ماسترخت ومنها اتخذت شكل مروحة فاتحة بعضها غرباً، واتجه البعض الآخر جنوباً في حوض نهر الموز وأرضه سهلة. وكان هذا مقدراً لدى القيادة البلجيكية على أن يستمر الجيش الألماني على الشاطئ الشرقي للنهر ويتعذر عليه المرور بفضل القوات التي ترابط على شاطئه الغربي بعد نسف الجسور المقامة على النهر
ولكن خطا ثانياً أفسد هذا التدبير فلم تنسف الجسور وتمكنت الجنود الألمانية من اجتيازها لأسباب لم يكشف عنها بعد. ولكن هذا الخطأ كان على جانب كبير من الخطورة إذا أصبح هذا الخط عديم الفائدة مما اضطر قوات الحلفاء إلى التراجع إلى خطوط خلفية أقل مقاومة فساعد ذلك جيوش الألمان على مهاجمة فرنسا بقوات كبيرة
ولنسف الجسور في حالة وقف الهجوم أهمية كبيرة. إذ يتعذر بعد نسفها على الجيوش المهاجمة أن تنقل قواتها ويصبح النهر فاصلاً بين القوتين. وبينما يكون المدافعون محصنين خلف الحصون الطبيعية أو الصناعية يكون الجنود المهاجمون مكشوفين لنيران القوات المدافعة وخصوصاً إذا أرادوا اجتياز النهر لإنشاء الجسور العسكرية لمرور قواتهم
ولنقدر أهمية نسف الجسور نذكر أن عدة أوسمة رفيعة تمنح للأفراد الذين ينجحون في نسفها. وفي الحرب الماضية منحت ستة أوسمة تقريباً من (صليب فيكتوريا) لمختلف الرتب العسكرية من الجنود إلى الضباط اعترافاً بما أدوه من خدمات بنسف الجسور في جبهة كونديه بنش، وهذا الوسام هو أرفع الأوسمة العسكرية البريطانية، ولم يحصل عليه إلا عدد قليل
بين حربين
والخطة الألمانية الحالية لا تختلف كثيراً عن الخطة التي نفذت سنة ١٩١٤، ووضعت قواعدها في أواخر القرن الماضي. فهي تتكون من اجتياح هولندا في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام؛ ثم اجتياح بلجيكا للوصول إلى سهول فرنسا الشمالية عن طريق حوض نهر الموز: وهو سهل منبسط قليل العقبات الطبيعية التي تعتبر عقبة في سبيل تقدم الجيوش. أضف