وكان شرطي يسوق الفتى وقد اجتمع عليه البوابون الأربعة والفتى يتوسل، ودخلت في الزحام أريد أن أعرف، وكانت عينا حسان إلى النافذة، وثمة سيدة تنظر. . .
ورأيت الفتى الذي أخذتْه عيناي من قبل مرات، وكان يبكي وينظر إلى النافذة. . . وكانت السيدة تبكي له. . .
وقال البواب: لقد أمرتني. . . أمرتني أن أدعو له الشرطة، إنه لا يكف عن مضايقتنا ليل نهار. . .
وقال الفتى بذله: اسألها يا سدي إنها. . . إنها لا تريد. . .
وقالت السيدة وصوتها يقطر أسى: دَعُوه. . .!
وغضبتُ وثارتْ غيرتي. . وذهبتْ نفسي مذاهب من الريبة وسوء الظن، وأطل الفضول من نوافذ البيوت الأربعة. . . وتوقع الجيران أن يشهدوا فضيحة. . . وظنوا الظنون. . .
وعاد الفتى يتوسل، والبواب يتشدد، ويد الشرطي في عنق الفتى وعيناه إلى هناك. . . وعادت السيدة تقول في ضراعة: دعوه أرجو أن تتركه يا سيدي؛ إنه. . . إنه أخي. . .!
وأغلقتْ النوافذ المفتوحة، وتوارت الرؤوس المطلة، ومضى الشرطي والبواب بالفتى؛ وجلس الجيران يتهامسون؛ وكانت سيدة تجلس وراء النافذة وحدها، في وجهها أظفار دامية وفي عينيها على الذي أدماها دموع. . .