للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في كلمة سابقة - وكذا الواحد منا قبل كل شيء تكميل نفسه في خلقه وعمله حتى يصير مثالاً عالياً لطلابه؛ يلهب عواطفهم ويسدد خطاهم، ويشركهم في خير ما يقرأ ويدفعهم للمطالعة والبحث والاتصال بالحياة العلمية الجادة التي لا تحد بالكتاب المقرر والمنهاج المرسوم! بذلك يوجههم وجهة الخير في غير عناء ويحتذونه في غير تعمل. ثم يضيف لهذا أن يتآزر مع نفر ممن يقاسمونه الآلام والآمال فيكونوا جبهة تعمل في غير ملل أو إعلان لبعث مجد الإسلام العلمي وما طواه الزمن من مؤلفات العلماء الأعلام في القرون قبل تغلب العجمة وانغلاق التعابير

وقبل هذا وذاك يكون رجلاً لا سلطان عليه لغير ضميره، ولا سبيل للحزبية والهوى فيما يأخذ ويدع، ولا يجامل على حساب المصلحة العامة، ولا يتحزب مع وضوح الحق. بذلك نجد الإصلاح المرجو يسير الملتمس داني التناول.

وقديماً قالوا: من برى القوس رمى، ومن قدح النار اصطلى. وإلا إن كان قصارانا ثورة صحفية من فترة لأخرى دون أخذ بالعمل المنتج تعذر علينا الإصلاح وتأتي مقتربه واعتاص ذلوله

بقيت كلمة ويتم الحديث؛ هي ملاحظة صغيرة على الإشارة التي جاءت في (رسالة كلية الشريعة للأستاذ الأكبر) إلى معهد الدراسات الإسلامية. إن هذه الإشارة تفهم أن هذا المعهد يزاحم الأزهر في بعض ما نصب له نفسه من مهام، وأظن أن هذا ليس من الحق في شيء؛ فهو على ما عرفت - من طول ترددي عليه وانتفاعي به انتفاعاً كبير الأثر - قسم من مكتبة الجامعة العامة، جمعت فيه المؤلفات الخاصة بالعلوم والدراسات الإسلامية بوجه عام، سواء أكان باللغة العربية أو بغيرها.

يرى الزائر له إذا أراد أن يبحث فيلسوفاً، كالفارابي مثلاً، مؤلفاته المطبوعة بمصر وغير مصر، وقدراً كبيراً صالحاً مما كتب عنه بالعربية أو غيرها من اللغات. ذلك ما يزيد على أربعين مجلداً لجماعة من المستشرقين الفرنسيين، فيها تعريف واسع بالمخطوطات الإسلامية الموجودة بمكتبة باريس العامة، وعرض لبعض نصوصها، وإلى فهارس المطبوعات والمخطوطات الإسلامية الموجودة بالمكتبات العامة بمصر وأوربا، إلى كل هذا وما إليه منظم موضوع على حبل الذراع لمن يريد؛ حتى إن الباحث وهو جالس إلى إحدى

<<  <  ج:
ص:  >  >>