للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا تفوتنا أن نذكر في هذا السبيل الولايات المتحدة وما تعده لتموين الخلفاء. فإن الخطوات التي اتخذت حتى الآن لا تتجاوز أن تكون مناضلة لإقرار مبدأ المساعدة وعلى أية صورة يكون. وقد ينتهي بدخولهم الحرب بقوات حربية، وليس بعتاد حربي فقط. وهي لم تقدم إلى الحلفاء مساعدة جدية حتى الآن بل أن مصانعها تستعد لمواجهة الحالة، ولم يتعد إمدادها عدداً قليلاً من الطائرات. ومن يعرف براعة الأمريكيين في تنظيم أعمالهم، وتشغيل مصانعهم لإنتاج كميات وفيرة، يدرك مدى السيل الذي يصل إلى الحلفاء كل فترة قصيرة

والغالب أن يستقر الموقف الحالي في البلجيك على شيئين: فأما أن ينسحب الحلفاء ويخلوا البلجيك وينقلوا قواتهم إلى فرنسا عن طريق البحر، وإما أن يستقروا في هذا الميدان بعد أن يمدوا قواتهم هناك بقوات جديدة على أن تكون صلاتهم عن طريق البحر. واعتقد من سير الأمور حتى كتابة هذه السطور أن الحلفاء ينسحبون من بلجيكا ويحولون ضرباتهم من فرنسا حيث أعدوا خطوط قتال قوية تسهل عليهم الاحتفاظ بمراكزهم إلى أن تتحطم ألمانيا اقتصادياً أو عسكرياً.

الخطوة التالية

أما في الميدان فإن جنود الحلفاء في حالة حسنة وفي موقف عسكري قوي يعملون على تطهيره من القوات المعادية. ولا يمكننا أن نجرم بخطوة ألمانيا التالية بعد استقرارها في الميدان الشمالي في البلجيك: هل تهاجم الجبهة الفرنسوية الشمالية الممتدة على نهر السوم إلى لونجوي؟ أم تهاجم فرنسا باحتراق حدود سويسرا؟ أم تتجه اتجاهاً آخر للاستيلاء على موارد جديدة بالهجوم على البلقان؟

فالواضح من الاستقرار الأخير في جبهة فرنسا الشمالية أن قتالها يطول وهذا مالا تحتمله الموارد الألمانية. فإذا هاجمت فرنسا باختراق سويسرا عن طريق مقاطعة بازل فلا ينتظر أن تصيب فيها من التقدم ما أصابته في بلجيكا، لأن الحلفاء لن يلدغوا من حجر مرتين. أما في البلقان فقد أعلنت الروسيا حرصها على الاحتفاظ بالحالة الراهنة هناك وإلا فإنها تحارب المعتدي. ولهذه فينتظر أن ترى فترة هدوء ونضال سياسي لتحويلها عن رأيها، وإن كنت أعتقد أنه ليس من مصلحة ألمانيا أن تشتبك في جبهتين كما قلت في مقالي

<<  <  ج:
ص:  >  >>