بالنصر. وإن كان كثيرون قد قدروا أن يطول أمد الحرب. بل قال عضهم إنه خير يأتي من الشر، فتتركز قوات الحلفاء في فرنسا ويستقر القتال في ميدان واحد بدل تشعبه في عدة ميادين، وتقل خطوط مواصلات الحلفاء، وتعود الحرب إلى جبهة واحدة بدل جبهتين فقد كانت بلجيكا عبثاً على الحلفاء.
سياستان
وإذا قارنا بين الحرب الحالية والحرب الماضية وجدنا وجوه الشبه في أسسها واحدة. فألمانيا تبدأ الحرب بقوة هائلة تضعف على مر الأيام تبعاً لقلة مواردها واستعداها، بينما يبدأ الحلفاء حربهم بقوات قليلة تكبر كلما طال بها الأمد. فخلف إنجلترا وفرنسا إمبراطوريتان واسعتان تقدمان لهما الإمداد الذي تصقله الأيام وتزيد إنتاجه
فقد بدأت ألمانيا استعدادها لهذه الحرب منذ تولي هتلر الحكم سنة ١٩٣٣. فأخضع جميع موارد ألمانيا لهذه اللحظة. بينما بدأ الحلفاء استعدادهم من سنة ١٩٣٨. واتخذت الخطوات الحاسمة لهذا الاستعداد في الأسبوع الماضي عند ما وضعت الأفراد والمصالح رهن الاستعداد العسكري. ولعل البعض يرى في هذه الحركة تمهلاً من الخلفاء. إلا أن من يدرس مشروعاتهم واستعدادهم وسياستهم لرفاهية شعوبهم يقدر خطورة هذه الخطوة الأخيرة ومدى ما تدره على الأداة الحربية من تحسين
فالحلفاء يضعون خططهم ويعدونها لوقت الحاجة حتى إذا احتاج إليها الأمر نفذت في الحال. ولو عدنا بالذاكرة إلى بدء اشتعال الحرب، وشاهدنا ما فعله الحلفاء في تنظيم وزارة الحرب الاقتصادية عندما نفذ الحصر البحري رأينا مدى دقتهم في وضع مشروعاتهم.
ففي ٢٤ ساعة كان الحصر البحري على ألمانيا نافذاً، وفي ٢٤ ساعة تقدم ممثلو إنجلترا السياسيين إلى الدول المحايدة بقوائم تبين حاجة كل منهم من الخامات المسموح لها بالمرور من الحصر البحري والتي لا تترك لهم فائضاً يمكن لألمانيا أن تعتمد عليه. لو رجعنا إلى هذه الحوادث استطعنا أن ندرك كيف يسير المشروع الجديد وكيف يدعم إعداد الحلفاء العسكري.