يجعل لها شيئاً شبيهاً بالحياة إن صح أن الحركة من أهم مميزات الحياة.
نقف الآن عند هذا الحد من المقال، وما قصدنا من هذه السطور إلا لتكون مقدمة للمقال القادم
إنما نترك للقارئ فرصة يتأمل فيها لماذا اخترنا هذا النوع من المخلوقات العجيب الذي لا يرى من مركبات الترام إلا مستطيلات تتنقل في الطرقات التي يراها خطوطاً ممتدة في المدينة، ولا يرى من جمهور الراكبين وهو ينظر إليهم من مستو عال إلى دوائر متراصة في صفوف متوازية، ولا يرى من (الكمساري) إلا دائرة تتنقل على حافة هذا المستطيل.
ولم يكن مقالنا اليوم بالموضوع الذي يشق على فهم، ويحتاج إلى طرف يسير من المقدمة العلمية، أفكان لموسيقي (ستراوس) و (ليست) سبب لكي ننحو هذا التحو من التأمل؟ ربما كان لذلك اثر؛ ولكن مما لا ريب فيه أننا كنا في حاجة إلى هذه النغمات نستمع إليها بعد ما نملك النفس من الاضطراب المتوالي في الأيام الأخيرة، ولا شك في أن القارئ كان هو أيضاً في حاجة إلى هذا النوع من الترفيه عن النفس وتسكين الخاطر.
وإلى المقال القادم، فإننا في حاجة إلى هذا المخلوق العجيب لكي نشرح موضوعاً يلتمع في الذهن ويجول في الفكر.
محمد محمود غالي
دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من السوربون
ليسانس العلوم التعليمية. ليسانس العلوم الحرة. دبلوم