ولكنه ليس كذلك. نعم، لقد كان هشا أحياناً بين يدي من يتناوله. . . فإذا أخذ بالاعتناف والقسر، انقلب الذي فيه ضارباً لا يطيق ولا يطاق
هكذا كان أول ما تلاقيا. . .
ثم صمت صاحبي، وخيل إلي أنه يضحك. لقد كان يخافت من ضحكه، كأنما هو يسخر، ورجع إلي بعد قليل فواصل حديثه: كيف قلت في نعته؟ كان مجنوناً تنشئ له أعصابه المريضة الهالكة معانيها التي لا حقيقة لها في حقيقتها هي. . .!! نعم، ربما كان ذلك صحيحاً من بعض وجوهه، ولكني على يقين من أنك لا تكاد تعرف وجه الحق في تأويل هذا الوصف. لا بأس ومع ذلك، فأي هذا الناس ليس مجنوناً على الحقيقة من بعض نواحيه؟ إنك لو جهدت فتتبعت تاريخ الإنسانية كله لم يخلص لك من أصحاب العقل الكامل إلا أفذاذ قلائل. ومع ذلك، فليس أحد من هؤلاء الأفذاذ قد نجا من قذف الناس إياه بالجنون. ألا فخبرني أي الأنبياء - وهم فضائل الإنسانية الكاملة - بريء أن يقول فيه أهله وعشيرته:(إن هو إلا رجل به جنة) أو (ساحر) أو (مجنون)؟
إن من أعظم حقائق الحياة الدنيا أن العقل لا يستطيع أن يدرك حقيقة العقل، أي أنه لا يستطيع أن يدرك حقيقة نفسه! و. . .
وصدع السكون صوت صفير الغارة الجوية، فانتزع صاحبي ثم قال: