اشتهر هلال بتاريخه، كما اشتهر جده إبراهيم برسائله. وقد أدرجه القفطي في كتابه (تاريخ الحكماء) في سجل من اشتهر بتدوين التاريخ. فهو يبتدئ بذكر الطبري، وينتقل إلى ذكر أحمد بن أبي طاهر وولده عبيد الله فالفرغاني، إلى أن قال:(فإن قرنت به (أي كتاب التاريخ لثابت بن سنان) كتاب الفرغاني الذي ذيل به كتاب الطبري فنعم الفعل تفعله، فإن في كتاب الفرغاني بسطاً أكثر من كتاب ثابت في بعض الأماكن، ثم كتاب هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ، فإنه داخل كتاب خاله ثابت وتمم عليه إلى سنة سبع وأربعين وأربعمائة (أي قبل وفاته بسنة واحدة)، ولم يتعرض أحد في مدته إلى ما تعرض له من إحكام الأمور والاطلاع على أسرار الدول، وذلك أنه أخذ ذلك عن جده لأنه كاتب الإنشاء ويعلم الوقائع، وتولى هو الإنشاء أيضاً، فاستعان بعلم الأخبار الواردة على ما جمعه ثم يتلوه كتاب ولده غرس النعمة محمد بن هلال، وهو كتاب حسن إلى بعد سنة سبعين وأربعمائة بقليل، وقصر في آخر الكتاب لمانع منعه الله أعلم به. . .)
ثم شهد له مرة أخرى حيث قال:(ولولاهما (ثابت وهلال) لجهل شيء كثير من التاريخ. . .)
وهذا السخاوي نجده يذكر هلالا في ثبت من ألف في التاريخ العام، ثم يعود إليه ثانية فيذكره ضمن من اشتهر في كتابة تواريخ الوزراء
سمع هلال قبل أن يسلم جماعة من مشاهير النحاة وتأدب بهم، منهم: أبو علي الفارسي النحوي، وعلي بن عيسى الرماني، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخراز. فنبغ في علمه وأدبه حيث قال فيه سبط ابن الجوزي:(. . . كان هلال من الفصحاء وله الكلام الفصيح والنثر المليح)
اشتهر بالصدق والأمانة، كما شهد له بهذا فريق من مشاهير الكتبة. منهم الخطيب البغدادي الذي كان معاصراً له قال فيه:(. . . كان هلال ثقة صدوقاً). وذكره آخرون بكل ثناء وتقدير في مناسبات مختلفة: كياقوت الحموي، وابن أبي أصيبعة وابن عبد الحق، والسخاوي، وحاجي خليفة، وغيرهم. . .
توفي هلال ليلة الخميس سابع عشر رمضان سنة ثمان وأربعين للهجرة عن تسع وثمانين سنة. قال فيه ابنه: (توفي والدي الرئيس أبو الحسين هلال. . . فانتفض السؤدد بمصابه،