وتوفي هلال عن بعض الولد، أخصهم بالذكر أبو الحسن محمد (غرس النعمة) رزقه سنة ٤١٦ للهجرة بعيد انتقاله إلى الإسلام حيث قال عن نفسه في قصة إسلامه: إن النبي (ص) قال له في المرة الثانية: وتحقيق رؤياك إياي أن زوجتك حامل بغلام، فإذا وضعته فسمه محمداً. فكان كما قال. ولد له ذكر فسماه محمداً. وكناه أبا الحسن. وكان هذا الأمر من جملة ما رآه هلال في منام ومجيء النبي (ص) إليه ثلاث مرات يدعوه بها إلى الإسلام.
نشأ محمد غرس النعمة في كنف أبيه وفي رعايته، فأخذ عنه العلم والأدب فنبع فيهما. وقضى بعض الزمن في دار الإنشاء للخليفة القائم. قال سبط ابن الجوزي في أول حوادث سنة ٤٤٨:(من أول هذه السنة ابتدأ أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن ابن إبراهيم الصابئ الكاتب، ويسمى غرس النعمة تاريخه وذيله على تاريخ أبيه هلال، وزعم أن تاريخ أبيه انتهى إلى هذه السنة). وصنف كتباً أخرى نفيسة كان مصيرها الضياع
وكانت وفاة محمد غرس النعمة سنة ثمانين وأربعمائة، فزال مجد بيته بموته
وضع هلال طائفة من الكتب الجليلة في بحوث منوعة، سطت على أغلبها يد الزمن العاتية، فلم يسلم منها إلا النذر اليسير
وقد اقتصرت المراجع القديمة على ذكر بعض مؤلفاته فإن ابن خلكان يقول:(. . . ورأيت له تصنيفاً جمع فيه حكايات مستملحة وأخباراً نادرة. وسماه كتاب الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان، وهو مجلد واحد، ولا أعلم هل صنف سواه أم لا. . .)
وذكر هذا الكتاب ياقوت الحموي قال:(. . . وصنف (هلال) كتاب الأماثل والأعيان. . . جمع فيه أخباراً وحكايات مستطرفة مما حكي عن الأعيان والأكابر، وهو كتاب ممتع. ومما يستحسن من تلك الأخبار، قال: حدث القاضي أبو الحسين عبد الله بن عياش (عباس الأصل) أن رجلاً انصلت عطلته وانقطعت مدته. . .)
وقد جاء باسم (الأعيان والأمثال) في كتاب بدائع البدائه لعلي بن ظافر الأزدي المصري
أولاً - قلنا: هذا الكتاب هو تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء، وهو تكملة لتآليف الصولي والجهشياري، ولم يبق لنا منه إلا البداءة التي نشرت، حيث أن تراجم بعض الوزراء قد فقدت. ذكر فيه أخبار وزراء بني العباس وشرح أحوالهم ومجاري أمورهم. ابتدأه بأخبار