وفي الشمال توجد تونس وهي محاطة بقوات الحلفاء من جميع جهاتها. والغالب أن يتم الاستيلاء عليها في فترة قصيرة من الزمن. وقد نعود إلى الحديث عن هذا الموضوع في مقال آخر
ومن الناحية الاقتصادية فإن إيطاليا بلد فقير بدأت عمرانها بطيئاً عقب استيلاء الفاشست على كراسي الحكم. وقد استنفذت كثيراً من مواردها في حرب الحبشة وحرب إسبانيا ولم يتح لها الوقت الكافي لاستغلال موارد مستعمراتها الحبشية، بل أن القلاقل ما زالت تنبئ بعدم الاستقرار في الحبشة نظراً لبداوة سكانها، وصعوبة أراضيها، وحاجتها إلى كثير من أوجه الإصلاح والرقي التي تعتبر الحجر الأول للاستغلال المادي
حرب الكلام
وتعتمد الحرب الحالية على عامل جديد هام هو العامل النفسي أو إلقاء الرعب في نفوس المتحاربين والمحايدين على السواء. ووضعت خطط السيطرة على أوربا على أساس ألا تدخل إيطاليا الحرب إلا بعد أن ننتهي ألمانيا من القضاء على دول أوروبا الشمالية والغربية أي بعد أن تنتهي مقاومة فرنسا وإنجلترا. على أن تكون إيطاليا في هذه الأثناء مبعث اضطراب للحلفاء فيقسمون قواتهم، ويتركون منها ما يلزم لمقاومة الاعتداء الإيطالي والتغلب عليه، وهذا هو السر في (تهويشها) الحالي، فهي تهدد بدخول الحرب ويؤلف شبابها المظاهرات ويصيح ساستها أن الساعة قد دنت، فتقف قوات الحلفاء المعبأة على قدم الاستعداد بعيدة عن ميدان القتال الحقيقي في الشمال
وهذه الخطة تضمن للمحور في الوقت نفسه قتال قواتها في ميدان واحد وتجزئه قوات الحلفاء ومقاتليها جزءاً جزءاً بدلاً من تركز مقاومتها في ميدان واحد. فمما لا شك فيه أن قوات الحلفاء متجمعة أقوى بكثير من قوات ألمانيا وإيطاليا، ولكنهما يستفيدان من هذه التجزئة فائدة عظيمة تعدهم بالأمل في النصر، ولكنه أمل بعيد
فإذا دخلت إيطاليا الحرب الآن فإنها تدخلها مكرهة لظروف خارجية طارئة، قد تكون ضغط ألمانيا عليها لشعورها بالحاجة إلى مساعدة جديدة وقوات كاملة، وقد تكون دفاعاً عن هيبتها نتيجة لإغراقها في الدعاية وحرب الكلام، وقد يكون خوفها من نفس حليفتها إذ تقف هي متفرجة بينما تفوز ألمانيا بنصيب الأسد، أو غير ذلك من العوامل التي يصعب