صورها أو تغنى بها، أو لا يكون رضاها إلا عن الرجل الذي إذا احبها مد إليها يده وجرها. . .
- ليست النساء سواء. . .
- بل إنهن سواء. . .
- إذا زعمت أنهن سواء فعليك أيضاً أن تقول إن الرجال سواء. . . ولكنك قلت إنهم ليسوا كذلك وإن منهم من يأكل التفاحة ومنهم من يصورها. . . فكذلك النساء.
- فيهن من تأكل، وفيهن من ترسم؟
- ألم أرسم أنا؟ وهل في رسمي عيب إلا أني أهديته إليك؟ يا ضيعتي معك!. . كنت أحسب الرسم سيبهرك فتقول فيه كلمة طيبة. . . ولكنها توبة من اليوم
- الذنب ذنبك لأنك اخترت لهديتك موضوعاً لا يؤديه الرسم أداء كاملاً. . . فللتفاحة طعم، ولها رائحة، ولها نعومة حسناء؟ وهذا كله يقعد الرسم عن تصويره
- ومن قال لك إني كنت أريد أن أصور شيئاً من هذا. . . إنه لم يكن يدور بخلدي إلا ما توحيه الألوان
- فلماذا لم ترسمي دائرة حمراء ودائرة صفراء ودوائر أخرى فيها أمزجة من اللونين؟
- وهذا ما صنعت، وكل ما في الأمر أني اختصرت الرسم في دائرة واحدة. . .
- وهذا هو الذي بعثني على أن أنكر تفاحتك. فلو أني أحسست بها تفاحة حقه لكنت أعجبت بها، ولكنت قضمتها أيضاً، ولكنها كانت عندما ألقيت عليها النظرة الأولى زوراً وباطلاً، كالقصة الملفقة المتنافرة الحوادث التي يريد ساردها أن يبرئ نفسه من تهمة فلا يؤدي سرده إياها إلا إلى تعزيز الشك في نفس سامعه. . . والآن اسمحي لي أن أسألك سؤالاً. . . هل يقصد كل أولئك الرسامين الذين يرسمون الموز، والطماطم والبطيخ والشمام وسائر الفواكه والخضر إلى معان بعيدة كهذا المعنى البعيد الذي قصدت إليه حين رسمت التفاحة؟