للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد استمع لهذه المحاضرة كثير من محبي هذا الفن وغيرهم من الطلاب، وكان بحث الدكتور في هذا الموضوع دالاً على خبرته واقتداره. وقد عرف الدكتور سنل الموسيقى بأنها فن تأليف الأصوات لإثارة الغبطة في النفس. وقال إنه لما كانت اللغة لا تفي بالتعبير عن العاطفة أحياناً، فإن المرء يعمد إلى إبرازها بإضافة الصوت والحركة إليها

وكان مما قاله عن الموسيقى الأوربية أنها نتجت من تمرين الأفراد على تعرف نظام الجمع بين الأصوات. على أن القليلين من الناس حتى بين ممارسي الموسيقى - يستطيعون تعرف مقام الربع في النغم

أما الموسيقى العربية فقال عنها: إنه ليس فيها شيء من نظام الموسيقى الأوربية من حيث التأليف بين الأصوات، وإنما هي (خط واحد). والأذن العربية مهما قل حسها تستطيع أن تتعرف الأرباع. ويميل الموسيقيون في مصر الآن إلى إدخال بعض التراكيب الموسيقية الأوربية على الموسيقى العربية

وختم المحاضرة بحثه بذكر ما يجب على السامعين في الحفلات الموسيقية من الأمور كالإصغاء للتوقيع وتجنب الحديث وعدم الآتيان بحركات تؤثر في صفاء جو الغناء والموسيقى وجلاء روح الفن

وفاة الأستاذ عبد الحميد بن باديس

نعت أخبار الجزائر الأستاذ عبد الحميد بن باديس رئيس جماعة العلماء وزعيم الصحفيين والأدباء توفاه الله يوم ٨ ربيع الأول الموافق ١٦ إبريل. وقد كان رحمة الله من رجالات الشرق الأفذاذ نفسية وعلماً وخلقاً

ولد في قسنطينة سنة ١٣٠٩، وأتم دروسه في الزيتونة، وطوف في بلاد الشرق، ثم عاد إلى وطنه فأنشأ مجلة الشهاب، واجتمع عليه نخبة من الطلبة في الجامع الأخضر (الذي أصبح فيما بعد موئل الثقافة الدينية بالجزائر) فصال وجال في دروسه وخطبه ومقالاته نيفاً وربع قرن يدعو إلى إصلاح الديني والاجتماعي والسياسي، فأوذي وفتن، ولكنه خرج من فتنته كالتبر لم تزده النار إلا صفاء وإخلاصاً. عند ذلك اتجهت إليه الأنظار في شمال أفريقية، فتبوأ عرش الزعامة في كل مجمع والمحبة في كل قلب

إسماعيل محمد عزمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>