للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المجموع

٧٤٥ , ٧٧٤

٥٤ , ٣٩٠ , ٠٠٠

هذه هي الإمبراطورية الإيطالية التي لا تلبث الحرب أن تفصلها عن إيطاليا، لا سيما أن أسطول الحلفاء مرابط عند قناة السويس ليمنع وصول القوات الإيطالية بأفريقيا الشرقية الإيطالية وهذا العزل سيؤدي بلا شك إلى خضوع تلك البلاد للحلفاء بعد أن تفنى القوات الإيطالية المرابطة هناك أو تقع في الأسر

ولم تكن هذه العوامل خافية على موسوليني ومستشاريه، ولكنها تدل دلالة واضحة على سوء نيته قبل دول البحر الأبيض فسياسة المحور القضاء على فرنسا وإنجلترا ثم يتحول إلى الدول الصغيرة، فلا تقوى واحدة منها على مقاومة الاستعمار الإيطالي أو الألماني، وعندئذ تتحكم الهمجية في العالم أجمع، ويخضع العالم لانتقام الدكتاتوريين. ولكن هيهات أن يتحقق هذا الأمل، فقوات الحلفاء في فرنسا ما زالت بكامل عددها ومعداتها، ولن يؤثر فيها تقدم الزحف الألماني وتوغله في البلاد

وسواء بقيت باريس بيد الحلفاء أم سقطت في يد الألمان، فسيأتي اليوم الذي تتلقى فيه جيوش ألمانيا الضربة القاطعة، فالعبرة في الحروب ليست في الاستيلاء على المواقع والمدن، ولكن العبرة بالقضاء على الجيوش. وإذا اتخذنا من التاريخ مثلاً، فأمامنا نابليون وحروبه، فقد استولى على أوربا كلها تقريباً. وظلت انتصاراته سنوات طويلة تدوي في آذان العالم. فلما نضبت موارده وحانت الساعة الفاصلة هزم في واترلو هزيمة لم يقم له بعدها من قائمة. وكانت ختام ذلك النزاع الطويل

سواحل مكشوفة

ومن عوامل ضعف إيطاليا انكشاف سواحلها وخلوها من العقبات الطبيعية التي تمنع الاعتداء، فليست البلاد عريضة يتعذر على الطائرات اجتيازها، وليست صخرية أو صحراوية يتعذر على الجيوش عبورها، بل هي سهول ضيقة، تجد فيها القوات مؤونتها بسهولة فضلاً عن قربها من مواقع الحلفاء العسكرية، فلا تبعد روما عن مينائي طولون أو أجاكسيو سوى ٢٠٠ ميل تقطعها الطائرات الحديثة في ٤٠ دقيقة، ولهذا عجل موسوليني

<<  <  ج:
ص:  >  >>