فهل تراني بعد هذا أشك ذرة في ثقة الإمام الزهري بعد أن شهد له الأصدقاء والأعداء، وتضافرت على إمامته الأبحاث القديمة والأبحاث الحديثة؟ أم ترى أن ما نقل عني قد حرف تحريفاً أبرأ إلى الله منه (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة)
وختاماً لا أجد بداً من الإشارة بهذه المناسبة إلى أن أبحاث المستشرقين تثق ثقة كبيره بالأحاديث النبوية بعد أن خبرتها بكل مقاييس البحث، بل إنها سارت شوطاً كبيراً في الثقة بأحاديث شك فيها علماء الجرح والتعديل المتقدمين، وهي مسألة سأتناولها ببحث خاص في فرصة أخرى إن شاء الله.
علي حسن عبد القادر
استئصال داء الزهري
لم ير العالم عهداً كهذا العهدُ وفق فيه رجال الطب إلى إنقاذ البشرية من عدد كبير من الأمراض العضالة. فقد اكتشفت طريقة جديدة لاستئصال داء الزهري، وهو الذي حير الأطباء قروناً طوالاً، وكان وما برح من أكبر بلايا الجنس البشري. وذلك بمركب الدكتور بول أرليك الكميائي المشهور الذي أعلن أمر اكتشافه منذ ثلاثين سنة مضت، وعالج الأطباء مرضاهم به فلم يكن الشفاء يتم إلا بعد عام أو عامين
أما الذين وفقوا إلى ابتداع طريقة جديدة للمعالجة بهذا المركب ذاته فهم الأطباء هرالدتوماس، ولويس شارغين، ووليام لايفر، وجميعهم من رجال مستشفى (جبل سينا) في نيويورك. وقد جربوا طريقتهم في غضون ست سنوات، في ذلك المستشفى، فجاءت تجاربهم محققة لاعتقادهم بصحة الطريقة التي تقتل جراثيم هذا الداء العياء في خمسة أيام، وتطهر دم المريض به من أدرانها نهائياً. وقد عالجت المستشفيات الأخرى بها تحت معاينة الإخصائيين، فاتضحت صحة ما قيل عنها وأن ٨٥ ? من الذين عولجوا بها طهروا من جراثيم الزهري التي كانت متغلغلة في دمائهم وأنهم أمنوا خطرها أو العدوى بها
أما الباقون الذين تملكهم الداء فأصبح عضالاً فقد استغرقت معالجتهم لاستئصاله بالكلية حوالي الشهرين. ومركب الدكتور أرليك يعرفه الأطباء، وهو فيما يقال يعطي للمريض