ولم يمض شهر حتى وجدت ذلك الشخص الكريم قد خلا بي ووضع في يدي صورة فوتوغرافية لفتاة طريفة وقال لي:
- تعجبك؟
فتأملت الصورة ملياً ثم قلت:
- من أي وجه؟
فصاح بي:
- أعمل معروف لا داعي للفلسفة، إن كان شكلها مناسب؟
- مناسب. . .
- انتهينا. . .
ثم مد يده إليّ وقال:
- وصورتك بسرعة. آخر صورة لك
- الصورة الوحيدة الموجودة عندي هي صورة لجواز السفر
- ما تنفعش؟ قم بنا نعمل لك صورة (جواز) فقط؟
وسحبني من يدي، وذهب بي إلى محل (مصور فوتوغرافي) معروف. فوضعني ذلك المصور أمام لوحة من قماش تمثل ستارة سوداء، وأراد أن ينزع من يدي العصا، ليضع هذه اليد فوق (درابزين) مزيف قد أتى به، فأبيت ذلك عليه، فرد على عصاي، ونظر من معي إلى وقفتي، فلم ترقه، فصاح في المصور: