والفتى، أليس ينشد مصاحبة الفتاة، ويميل إلى معاشرتها ويتمنى صداقتها، إنه ليتلهف إلى اختيار فتاته، وتصبو نفسه إلى الزواج منها ولا سبيل إليها إلا في تلك البيئة المختلطة أيضاً.
ويقول العالم الكبير (إننا نحصل على أحسن النتائج حينما يجتمع الجنسان في معهد واحد إذ نرى الفتى أكثر إقبالاً على العمل وأحسن خلقاً، ونرى الفتاة تؤدي أعمالها في جو طبيعي وبدوافع أرقى وأفضل)
يؤخذ مما تقدم أن الفصل بين الجنسين ليس في مصلحة النشء ولا المجتمع في شيء بل ربما كان سبباً قوياً في تداعي الروابط الاجتماعية وفي تفسخ العلاقات الأدبية
وكما يؤخذ على التعليم الثانوي يؤخذ أيضاً على التعليم الابتدائي ولكن هذا لا يداني الثانوي في الخطر ولا يجاريه في العيوب، وما ينسب إليه من حسنات ينسب إلى الآخر على السواء
أما في صدد التعليم الجامعي فيقول الدكتور الأستاذ بجامعة بروكسل (إن من الواجب ألا نستنتج استنتاجات هزيلة من الملاحظات التي يبديها البعض ممن يقاومون هذا التعليم، وألا نرد التأثيرات السيئة التي تحدث عنه إلى هذا النظام بعينه. أن الوقائع التي نلمسها يومياً في أجواء المعاهد المختلفة تدفعنا إلى الاعتقاد بفساد هذا النظام، وكثيراً ما تتألم الفتاة من مسالك زملائها الطلاب الظرفاء، ذلك المسلك الذي يسبب لهن كثيراً من الأيام، مما يدفع المرء إلى التفكير في إقصاء الفتيات عن التعليم المختلط. . . ولكن لو أنعم هذا البعض الفكر في أسباب هذه الوقائع، لرد دواعيها ومسبباتها إلى نقص في بعض الأنظمة التعليمية الحديثة، أو بالأحرى إلى تخلف الفتاة عن المعاهد الثانوية المختلطة، بل والابتدائية أيضاً. إذ أن ارتياد الفتاة هذه المعاهد، بل والابتدائية منها أيضاً. إذ أن ارتياد الفتاة هذه المعاهد يمكنها من دخول الجامعة بعد أن تكون ماشت الفتى في دوري الطفولة والمراهقة، وهي أشد ما تكون اطمئناناً على نفسها وأخلاقها وآدابها، فتضطرم نفسها بحياة مليئة بالسعادة والهناء والرفاهية والنعيم) لذلك يطلب الأستاذ الكبير ألا يقبل في الجامعات من الفتيات إلا من أتمن دراستهن الابتدائية والثانوية في المعاهد المختلطة
ويرى الأستاذ من شتى الملاحظات التي جمعها أثناء إدارته دار المعلمين في جمهورية