طول جبهة القتال، بل قصرت عملها في ميادين خاصة، فكانت الوحدة منها تتكون من ٢٠٠ دبابة لعرفنا قسوة الهجوم الذي وجه إلى القوات الفرنسية، ولوجدنا أن ما قدر له أن يعمل سنة كاملة وضع في الميدان دفعة واحدة
ومعنى هذا أن الحرب إذا طالت سنة احتاجت ألمانيا إلى مثل هذه القوات ثلاثين أو أربعين ضعفاً، وهذا مالا يتيسر لألمانيا تحقيقه لضعف مواردها
ومن هنا يرى الخبراء العسكريون أن حرب ألمانيا مع إنجلترا ستكون وبالاً على النازية، لأن الحرب ستطول بحكم موقع الجزر البريطانية الجغرافي، وبحكم توفر المواد الأولية في إمبراطوريتها الواسعة.
لماذا استقال رينو
ومن الجدير بنا أن نقف لحظة إزاء ما قبل الظروف التي أعلنت فيها فرنسا طلبها لشروط الهدنة. ففي ساعات قلائل تستقبل وزارة المسيو رينو، وتؤلف وزارة المارشال بتان، وتصبغ بالطابع العسكري، ويشترك فيها جميع قواد القوات الفرنسية من برية وبحرية وجوية. فهل يدل هذا على أن المسيو رينو رفض أن يتولى إصدار قرار طلب شروط الهدنة الخطير؟ وإذا كان هذا صحيحاً فما هي الدوافع لاستقالته ورفضه! هل هي اختلافه في الرأي مع العسكريين؟ أم أنه فضل أن يتلقى الشغب الفرنسي النبأ السيئ من القادة أنفسهم؟
فالشعب الفرنسي معروف بحبه للحرية، معروف بتقاليده الوطنية التي لا تقبل الهزيمة، معروف بتضحياته السامية وبسالته التي لا تقهر، مما يدعو الساسة إلى التردد والامتناع عن إصدار مثل هذه القرارات المؤلمة
ويبدو لنا أن الاختلاف هو في الرأي أيضاً، فقد غضب بعض كبار القواد العسكريين لطلب الهدنة، وطالب الجنرال ديجول الشعب الفرنسي الحر بأن يتصل به في إنجلترا ليواصل القتال، ولينزع عن بلاده ألم الهزيمة، وليخلصها من القيود التي قد يفرضها عليه الأعداء. ورأي هذا القائد له قيمة إذ كان أحد مساعدي المسيو رينو، وكانت له يد في توجيه السياسة العسكرية والاقتصادية
فإذا قبلت فرنسا شروط ألمانيا فلن يعني أن رجال فرنسا ستغادر الميدان، بل أنهم