للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما كيف تقضي بريطانيا على قوات ألمانيا، فلها في ذلك وسيلتان:

١ - الحصر البحري

٢ - استغلال فرص القتال

فأما الحصر البحري فأمره معروف، وهو يقضي بمنع المواد عن ألمانيا إلى أن تنهار حياتها الاقتصادية وبالتالي قواتها العسكرية

وأما استغلال فرص القتال فهذا موضوع يعود بنا إلى أيام نابليون، فقد ظلت العداوة قائمة بين فرنسا وإنجلترا من سنة ١٨٠٣ إلى سنة ١٨١٤ استولى أثناءها نابليون على أوربا كلها تقريباً، وكانت انتصاراته المتتابعة تملأ آذان العالم. وكانت إنجلترا تستغل تمرد الدولة المختلفة

فقد فرض نابليون سيطرة أسرته على جميع الممالك من أسبانيا إلى قلب أوربا، وعين اخوته ملوكاً على إيطاليا وأسبانيا، وحالف تركيا والروسيا في أدوار مختلفة، ولكن الدول الأوربية ما لبثت أن تمردت عليه وهاجمته قواتها من جميع الجهات حتى استولت على باريس. وكانت إنجلترا في هذه الأثناء لا تترك له فرصة يستقر فيها، فهاجمته في تركيا، وأسبانيا، وفي البرتغال، وفي بلجيكا إلى أن استنفذت جميع موارده وهزم الهزيمة النهائية في واترلو

ولا يختلف موقف هتلر عن موقف نابليون، فهو يحتل بلاداً نعم أهلها برحيق الحرية، وتأصلت في نفوسهم روح الوطنية، فإذا كبتوا شعورهم تحت ضغط الحديد والنار لحظة، فلن يلبثوا أن يتمردوا لحظات، فتذكر إنجلترا شعورهم وتأخذ بيدهم، وتمهد السبيل للقضاء على الطاغية.

فوزي الشتوي

بكالوريوس في الصحافة

<<  <  ج:
ص:  >  >>