للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وألا يعود مطلقاً إلى الخضوع لنظرة شكاكة أو نظرة حاسدة. . . وكما تصيب العين الإنسان الفرد فإنها أيضاً تصيب الإنسانيين، فهما إذا تحابا وتبادلا الإخلاص والتقيا وهما في حالة من حالات الغموض المريح الذي يسعدان به ورأيا عيناً تنظر إليهما نظرة مستفسرة عن هذا الغموض مصرة مصممة على ألا تفرض فيه خيراً ثار في نفس كل منهما الشك في صاحبه والشك كسر يصيب ما بين المخلصين من ود، وجبره صعب. . . والأصل نظرة تنطبع في عقل المصاب فليزمه الضعف والفشل

- هذا كلام طيب، ولكنه لا يزال بعيداً عن نظرة دراكولا، ونظرة لاندرو، ونظرتك أنت المضحكة السخيفة. . .

- بعد كل هذا اللت والعجن لا أزال بعيداً. . . إن نظراتنا جميعاً: أنا ودراكولا ولاندرو تسأل وتجيب عما تسأل عنه وتطلب وتأخذ الذي تطلبه في أن واحد. . . وكل ما بينها من فرق يعود إلى اختلاف الموضوعات التي تهتم بها. . . فدراكولا ينظر إلى فريسته وهو يقول أنا قوي، وإلى جانب قوله هذا يسأل: وأنت؟ وإلى جانب سؤاله هذا يجيب: ضعيفة. وإلى جانب إجابته هذه يطلب: هات دمك لي فحياتي اثمن من حياتك وأبقى وأشد امتلاء، واظهر وأنفع، وهو إلى جانب ما يطلب هذا يأخذ. . . وهو يأخذ لأن فريسته لا تستطيع أن تكذبه. . . كنظرة القط إلى الفأر؛ فالقط يقول بنظرته للفأر أنا أقوى منك وحياتي أظهر من حياتك وأنت غذائي فتعال إلى لآكلك فأنا جائع، فيقف الفأر، أو لعله يدنو إلى القط بنفسه. . . كلمعة النار أمام الفراشة تقول لها أنا وضاءت لماعة حية ظاهرة متألقة فماذا أنت؟ تعالي إلي واحترقي في لتلمعي لمعة، ولتومضي ومضة ولتكوني لي طعاماً. . . فتأتيها الفراشة مقتنعة. . . هي سيادة وهبتها الطبيعة لمخلوقات تفرضها على مخلوقات ترضى بها. . .

- ولاندرو؟

- لاندور يهتك فريسته بعينه؟ يقول لها: أنا ميال، وأنت ميالة، فتعالي نتعاطف ما نميل إليه. . . لا تكذبي ولا تعرضي فأنت تريدين مثل الذي أريد. . . تعالي. . .

- يا مغيث! وأنت تستعين بتلعيب حاجبيك لعجزك فتضحكين

- ليس هذا لعجزي، وإنما لأفهمك أنه عندي نوع من العبث، لا أجد الجد كله فيه. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>