وإذا جمعنا عدد سكان الممتلكات البريطانية والفرنسية بلغ ٦٠٠ مليون نفس أي نحو ثلث سكان العالم ومساحتها أيضاً تشغل ثلث سكان العالم ومساحتها أيضاً تشغل ثلث مساحة اليابسة
فون كلوك وسقوط باريس
كان فون كلوك قائد الجيش الألماني الذي زحف إلى باريس في أوائل الحرب الماضية، وكاد يدخلها لولا واقعة المارن التي قطعت أمله. وقد اطلعنا في إحدى الصحف الفرنسية على التصريحات التي فاه بها بعد هزيمته في تلك الواقعة التاريخية، قال:
(أنا لم أضع خطة الزحف إلى باريس كما قيل، إذ لم يخطر على بال أن سقوط العاصمة الفرنسية يؤدي إلى إخضاع فرنسا وإجبارها على التسليم، بل كنت أعتقد أن عزل فرنسا عن حلفائها هو السبيل الوحيد إلى إخضاعها، وأن عزلها لا يتم إلا باحتلال سواحلها
كان الإمبراطور غليوم يحضنا على الزحف المتواصل، لكي نستولي على باريس ونضرب معنويات الحلفاء في الصميم؛ وقد أعد علم ألماني مساحته ٤٠٠ متر مربع ليرفع على برج أيفل بعد احتلال باريس، وكان الموعد المقرر لدخولها في الثاني من سبتمبر غير أن أعجوبة ظهرت في الجيش الفرنسي أنقذت عاصمته وأبطلت خطتنا، فقد اكتشف طيارونا وكشافتنا أن ذلك الجيش الذي كنا نظنه ممزقاً عاجزاً عن الدفاع قد أعيد تنظيمه بسرعة غريبة واستعاد عزيمته ووقف مكانه وقفة المستقتل الذي يؤثر الموت على التراجع
وما كنا نتوقع قط أن رجالاً يتقهقرون أمامنا عشرة أيام متواصلة يتحولون بين يوم وآخر إلى جلاميد لا تزحزح عن أماكنها. تلك هي العجيبة التي لم يرو مثلها التاريخ الحربي!)
من ذكريات الحرب الماضية - داء فرنسا قديم
كتب مسيو بوانكارية في مذكراته اليومية بتاريخ ١٣ أغسطس ١٩١٤ ما يلي:(عرفت اليوم من الجرائد أن مدافع الألمان ما برحت منذ صباح أمس تضرب بون آمسون. ويظهر أن وزير الحربية يجهل ذلك. وقد ألححت عليه أن ينبِّه باسمه واسمي أركان الحرب إلى إهمالها)