للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مواطنيهم البيض، وهذا بالرغم من تفوقهم في الزراعة والصناعة والرياضة

ثم ما هي تلك الحمى الجنسية الطائشة التي عبثت بعقول العلماء والساسة من النازيين فألقوا الكتب ووضعوا القوانين ليثبتوا أن الجنس الآري أو الجرماني هو أفضل الأجناس البشرية، وأن الشعوب السامية - وهي مهبط الوحي ومنبع العرفان - شعوب منحطة لا حضارة لها ولا فن؟

إن هذه الدعاوى المريضة بانحطاط بعض الأجناس وتفوق البعض الآخر، وما ترتب على ذلك من كرب وحرب، ومطاردة وعداء، وما كانت لتستند إلى دليل من العلم أو برهان من التجربة، اللهم إنها السياسة هي التي أحلت ذلك. والسياسة والعلم لا يتفقان. لأن العالم يحترم الحقائق لذاتها، فلا يحابي ولا يتأثر بغاية، فهو في أحكامه موضوعي بينما السياسي ذاتي يضحي بالحقائق العلمية في سبيل مبدئه وغايته. ولذلك لا يكون - ولن يكون - العالم سياسياً إلا إذا طلق العلم

وسنستأنف حكم السياسة السابق على الأجناس أمام قضاة العلم في المقالة القادمة إن شاء الله

(بخت الرضا - السودان)

عبد العزيز عبد المجيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>