وقراءتها فلا نكون مبالغين إذا قررنا أن شامبليون هو الذي وقف على كنه أسرار الهيرغليفية وفتح الباب على مصراعيه للباحثين بعده:
ماذا على حجر الرشيد؟
إن المسطر على حجر رشيد هو صورة من القرار الذي أصدره مجلس الكهنة المصريين المجتمعين في ممفيس للاحتفال بإحياء الذكرى الأولى لتتويج بطليموس ابيفانس ملك مصر في ربيع سنة ١٩٦ ق. م. والصورة الأصلية للقرار كانت بالقلم الديموطيقي. أما الهيرغليفي واليوناني فكلاهما مترجم عن هذا الأصل. وتاريخ القرار هو اليوم. الرابع من الشهر الإغريقي (أبريل) وهو الموافق لليوم الثامن عشر من الشهر القبطي أمشير، ويتألف هذا القرار من فقرتين تحوي الفقرة الأولى ألقاب بطليموس الخامس، وتنوه بما يتحلى به الملك من الورع والتقوى وخشية الآلهة وحبه لمصر والمصرين - أما الفقرة الثانية فهي تعداد للنعم التي اسبغها الملك على البلاد وما أسداه للدين من خدمات. ويمكن تلخيص هذه النعم فيما يأتي:
١ - هبات مالية وعطايا من قمح للمعابد والهياكل - ٢ - حبس أموال على المعابد والأعمال الدينية - ٣ - نقص الضرائب الحكومية إلى النصف - ٤ - التنازل عن بعض الديون التي للحكومة على الأهلين - ٥ - إطلاق سراح المسجونين الذين قضوا معظم المدة في السجون - ٦ - العفو عن العصاة والسماح لهم بالعودة للبلاد والإقامة فيها - ٧ - ضرورة إرسال سرية عسكرية برا وبحرا ضد أعداء البلاد - ٨ - محاصرة بلدة ليكوبوليس وفتحها - ٩ - تجديد هياكل العجل ابيس ومعابده والحيوانات المقدسة الأخرى ووقف أموال عليها.
واعترافاً بهذه المبرات التي أسداها الملك بطليموس الخامس قد قرر المجلس العام للقساوسة تخليد ذكرى الملك والإكثار من إقامة حفلات الذكرى، وتتلخص قراراته فيما يأتي:
١ - صنع تماثيل لبطليومس بوصفه (منقذ مصر) تنصب في المعابد ليقوم الكهنة والناس بعباداتها.
٢ - صنع صورة ذهبية لبطليموس تحفظ في صناديق ذهبية توضع جنباً لجنب مع توابيت الآلهة وتحمل في المواكب والاحتفالات معها. ٣ - أن تكون الأيام الخمسة الأولى