وأشرنا في مقالنا الماضي إلى المناورة البارعة التي أذاعتها الحكومة البريطانية حينما أعلنت استعدادها لاتحاد الجمهوريتين البريطانية والفرنسية، وقد أنتجت هذه المناورة، فلم يتيسر لمندوبي هتلر أن يعلنوا فرنسا بعزمهم على الاستيلاء على الأسطول الفرنسي، بل اكتفوا بإعلان تجريده من السلاح، كما أعلنوا أنهم سيتركون بعض قطعه للدفاع عن المستعمرات الفرنسية
وبديهي من تتبع الوعود والاتفاقات النازية أن هذا الكلام لا يتجاوز الورق الذي سطر عليه، ولكن الغرض الأساسي منه هو استدراج هذه الوحدات إلى مناطق السيطرة الدكتاتورية، فإذا أصبح في متناول يدهم تلغى قصاصة الورق ويشترك الأسطول في الأعمال الحربية الدكتاتورية، فإن ألمانيا وإيطاليا في أشد الحاجة إلى مثل هذا الأسطول لتعزيز قوتهم البحرية، وليس من المعقول أن تهددهم بريطانيا بأسطولها ويكون تحت سيطرتهم أسطول يتركونه تنفيذاً لاتفاق لا يوجد ما يرغمهم على تنفيذه، ولا سيما أن سوابق هتلر تدل على أنه إذا وعد اليوم وعداً ينقضه غداً ويمكننا أن نرى في شروط الهدنة نفسها بوادر هذا النقض فهي تقول في المادتين الثامنة والتاسعة: إن الأسطول