للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يستخدم في الرقابة الساحلية والتقاط الألغام.

ومعنى هذا عسكرياً أن الأسطول الفرنسي يستخدم في الأعمال الحربية لسببين:

١ - إن شواطئ فرنسا كلها في أيدي الألمان، فهو في هذه الحالة يدافع عن قواعد ألمانية من حق بريطانيا ضربها ومن واجب الأسطول الدفاع عنها

٢ - تتجاوز الرقابة الساحلية الأعمال الإقليمية لأن أحد أركانها مراقبة حركات القوات المعادية وتدميرها كلما سنحت الظروف.

وهذا يفسر أن ألمانيا وضعت شروطاً مطاطة تبيح لها استخدام الأسطول على أوسع صورة ممكنة.

الأسطول الجوي

ننتقل بعد هذا إلى أداة قتال أخرى يسهل نقلها، وهي الأسطول الجوي الفرنسي. فمن الراجح أن كثيراً من أسرابه ستغادر قواعدها للانضمام إلى قوات بريطانيا، ولا نكون مغالين إذا قلنا إن بعضها قد غادر مطاراته فعلاً. فإن تمرد الضباط الفرنسيين على قرارات حكومة بوردو شمل جميع القوات والساسة وتناول المسيو رينو رئيس الوزراء السابق مما لا يدع مجالاً للشك أن كثيرين تبعوه مقتنعين بصحة رأيه

وفي شمال أفريقيا؟!

ويجد بنا ألا نختم هذا المقال قبل أن نقول رأينا عن الموقف العسكري في شمال أفريقيا، فهو موقف يستدعي التفكير. فالوعود الدكتاتورية لا يحدها اتفاق ولا قانون، وأحلام موسوليني بالإمبراطورية الرومانية حية زادتها الانتصارات الأخيرة قوة، فإذا كانت حركاته العسكرية في أفريقيا نائمة الآن، فلسببين:

أولهما: ضعف استعدادها في ليبيا بسبب اشتغالها في الحرب في أوربا، ووجود خمائر العرب المتمردين في ليبيا

ثانيهما: حر الصيف وطول الصحراء، وخلوها من الماء مع شدة الحاجة إليها لري عطش الجنود، وكثرة المقادير اللازمة لري هذا العطش في الصيف عنه في الشتاء

فإذا زال هذان السببان فلن نلبث أن نرى الحركات على أشدها في شمال أفريقيا مستندة

<<  <  ج:
ص:  >  >>