والرخيص يسد أحياناً مسد الغالي، وأين هم الناقدون والذين يفهمون؟
وهي أيضاً ممثلة خفيفة الروح، غنية المشاعر، مجتهدة الحس. . . وهي أيضاً ناقدة سريعة الفهم صادقة التعبير عما تفهمه. . . ولها استعداد جامح نحو الفلسفة والتعمق في التفكير، ولكن الظروف لم تهيئ لها من يعاونها في هذا الاتجاه. وهي تشعر بتعطشها إلى هذه الناحية، فتقرأ وتحفظ وتطلع. . . ولكن قراءتها وحفظها واطلاعها أشتات، وإن كثرت، فلا رابط بينها
على أي حال. إنها فنانة مشبعة
الآنسة سهير القلماوي
صورة نسوية جامعية للأستاذ محمد عبد الوهاب: هو له فن، وهي لها فن؛ ولكن لكل منهما نفساً تشبه نفس صاحبه، وروحاً تشبه روحه
الآنسة (مي)
لم أرها إلا مرة واحدة، سمعتها فيها تلقي محاضرة بالفرنسية عن الشرق والغرب، وأنا محصولي من الفرنسية تافه، ولكني مع هذا كنت أفهم ما كانت تقول الآنسة مي، ولم يكن هذا ليحدث إلا لأنها كانت تقول كلاماً خارجاً من أعماق نفسها، فهو إذا قيل لم يكن اللسان وحده هو الذي ينطق به، وإنما كانت تقوله مع لسانها عيناها وجوارحها جميعاً، وأعصابها وروحها جميعاً
ولا ريب أن لهذا الانجراف الروحي وراء الأفكار والخواطر أثراً في النفس والأعصاب. ولا ريب أن الآنسة مي تعاني آلاماً كثيرة يجرها عليها هذا الصفاء وهذا التدفق. . .
كان الله في عونها من أحلامها ووثباتها، وانحباس الفكر في نفسها، وانطلاق الفكر من نفسها. . .
أين هي الآن؟!
الآنسة جميلة العلايلي
كاتبة وشاعرة وقصاصة
حارة هي أيضاً، وصادقة، ولكنها عاصفة صغيرة. . . وهذا شأن الهواة جميعاً.