استطاعت أن تلفت الأنظار إليها بسرعة. فملأت الدنيا كتابة عن الريف والفلاحين وحياتهم. وهذا الموضوع لا شك في أنه أشد الموضوعات المصرية خطورة، وقد كان لابنة الشاطئ فيه جولات مجيدة
ولكني سمعت أنها (دحلابة) وأن لها برنامجاً رسمته لحياتها وهي تريد أن تحققه، وهي تستعين على تحقيقه بالكتابة. وهذا إذا صح آخذه عليها، لأن من عادة البرامج دائماً أن تكتف الفن وأن تقيده، وأن تطمسه أحياناً، وأن تدس إليه الأباطيل و (التزاويق) الفارغة. . .
اسمها (عائشة عبد الرحمن)
السيدة أمينة محمد
ليس في مصر راقصة مقتنعة بأن الرقص فن جميل إلا أمينة محمد. فكل الراقصات المصريات يحسبن الرقص احتيالاً على تعرية البدن وإظهار محاسنه وتناسقه وليونته، ولكن أمينة تتخذ من جسمها وسيلة تعبر بها عن معان يندر أن تكون بينها وبين الغريزة الجنسية صلة. وكما أنها تستعين على هذه المعاني بجسمها فهي تستعين عليها أيضاً بوجهها
وإن لها عينين تقول بهما كل ما يجول في نفسها، كما أن لها شفتين تؤكد بهما ما تقوله عيناها. ولو كان جمهورنا في مصر ينظر إلى الراقصة من أولها إلى آخرها ولا يقف نظراته على مواطن خاصة منها لانفردت أمينة محمد بالرقص في مصر. ولكن جمهورنا كما نعرف
ولست أدري لماذا لم يفكر نجيب الريحاني في أن يضم إلى فرقته هذه الفنانة التي تملأ مكان الراقصات الأوربيات اللواتي يعرضهن أحياناً، كما أني لا أدري كيف تهمل الفرقة القومية الرقص فلا تدخر فتاة مثل أمينة تمثل فيها هذا الفن
ولكني نسيت أن الفرقة القومية لها ناسها، وبعثاتها، وهي لا تعترف بأمينة ولا غيرها ممن كافحن في مصر وأوربا وأرغمن أهل الغرب على احترامهن وتقديرهن