إليها الإنسان في عصرنا الحديث مما له اتصال بتفكيره، عندئذ أحدثه في مسألة أتاح لنا الفلاح المصري معرفتها، وذلك بالإنفاق على بعثتنا في الخارج، وأتاحت لي الظروف بعد العودة القيام ببعض الأبحاث عنها، وذلك مع أحد المؤسسين للطريقة المعروفة باسم:(الطريقة الإلكتروديناميكية) الخاصة بالتنبؤ بما في باطن الأرض
وهذا الباحث الذي صادفته في مصر منذ أربعة أعوام، واشتركت معه في القيام بأبحاث علمية تدور حول هذا الموضوع هو (هنريش لوفي) ? من (فينا)، وهو الذي قام بتجارب علمية قيمة أجراها من منطاد (زبلن) المعروف حيث كان يقوم ببعض التجارب الكهربائية الخاصة بهذا الموضوع في أثناء رحلات هذا المنطاد المتعددة بين ألمانيا وأمريكا
إنما ذكرنا هذه الأبحاث التي قام بها (لوفي) منذ سنة ١٩١٠ والتي ساهمنا فيها بقسط يسير في السنين الأخيرة لغرض واحد، ذلك أننا نريد من القارئ أن ينظر إلى ما نملكه من الحواس النظرة العلمية الصحيحة التي نفهمها منها، وألا ينسى - كما يحدث لكثير منا - أننا وإن كنا في حاجة إلى هذه الحواس لمعرفة كنه العالم الذي نعيش فيه أو معرفة شيء عن العوالم البعيدة عنا، فإنها لا تكفي بذاتها للقيام بشتى هذه المعارف، وأن هناك من العلوم عامة والعلوم الطبيعية خاصة سبيلاً نستطيع به أن نُعَدِّل في مقدرة هذه الحواس، فتصبح بما نضيفه إليها من أجهزة طبيعية أكثر استطاعة على استطلاع حقائق الوجود، وأعظم شأناً في معرفة أسرار الكون
ثمة مسألتان نود لأن يتأملهما القارئ: الأولى أن الحواس في ذاتها أجهزة طبيعية يمكن بذكاء الإنسان أن تمتد كما ذكرنا فتصبح أقوى على المعرفة وأقدر على الاستنباط، والثانية أن الحواس ذاتها تختلف عند المخلوقات الحية التي نعرفها في قدرتها ومواهبها اختلافاً بيناً؛ ومنها ما هو ليس بحاجة لهذا التحايل الذي يعمد إليه الإنسان وهذا الامتداد الذي يجعل منه مخلوقاً أقوى من طبيعته، وعن المسألة الأولى ذكرنا أننا لسنا في حاجة إلى حفر بئر عميق لنعرف مقدار مستوى الماء أو البترول تحت سطح الأرض، وعن الثانية نذكر القارئ بمثالين طالما سمعهما وقد لا يكون أعارهما الالتفاتة التي نرجوها الآن
الأول: كلنا سمع بالكلب (هول) الذي استطاع البوليس المصري بعد تدريبه أن يجعله قادراً على أن يتعرف الجناة من آثارهم، وهو حيوان لا يخطئ عادة في القيام بهذه المهمة، مهما