للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ضواحي القاهرة

وإنما أريد أن أخرج من هذا بشيء واحد، ذلك أن للكلب هول وللحمام الزاجل ولغيرهما من المخلوقات التي نعرفها والتي لا نعرفها مقدرة تفوق مقدرتنا في تعرف بعض المسائل الخاصة بالكون الذي يحيط بنا أو الذي نحن جزء منه

ولعل القارئ يتفق معنا الآن على مسألتين يصح أن يذكرهما

الأولى: هي ضعف حواسنا، واستطاعتنا أحياناً اللجوء إلى امتداد عملها بما نضيفه إليها بذكائنا من أجهزة طبيعية تصبح متممة لهذه الحواس. والثاني اختلاف هذه الحواس في المقدرة اختلافاً كبيراً عند الكائنات الحية

نعود مع القارئ بعد هذه المرحلة التي ذكرناها إلى ذلك المخلوق الذي تكونت عنده حاسة النظر بحيث يرى الأشياء المجسمة بطولها وبعرضها ولا يستطيع أن يُميِّز مها ارتفاعها، وهو المخلوق الذي قلنا عنه في مقال سابق إنه يرى الأشياء في صور تختلف عن الصور التي نراها عليها، فهو يرى من عَل مركبة الترام مستطيلاً، ويرى الكمساري والسائق دائرتين إحداهما ثابتة والأخرى متحركة على حافة هذا المستطيل ويرى الراكبين دوائر متراصة ف صفوف متوازية

هنا نذكر للقارئ شيئا ذكرناه من قبل، ذلك أننا في حاجة إلى ذكر هذا المخلوق العجيب لكي نشرح موضوعاً يتراءى لذهننا ويجول بخاطرنا، موضوعاً كان استعراضنا لمظاهر الإشعاع سبباً لالتماعه في الذهن واقترابه في الفكر؛ وقد وجدنا ونحن نخاطب القارئ أننا في حاجة قبل المضي في هذا الموضوع إلى الرجوع رويداً إلى معرفتنا لحواسنا وفهمنا لقدرتها، وإلى ذكر ارتباط بينها وبين ما يستنبطه الإنسان كل يوم من أجهزة طبيعية دقيقة

وسيرى القارئ، أن بين الإنسان الحاد الذكاء والكلب هول العجيب، والحمام الزاجل، وهذا المخلوق الذي يرى من الكمساري دائرة تنتقل، وبين ما نريد أن نتخيله أو نفترض وجوده من مخلوقات على الكواكب السيارة (سواء أكانت هذه المخلوقات موجودة على الكواكب التي تدور حول شمسنا أم كانت حول غيرها من الشموس) نوعاً من الارتباط، نود أن نتبينه عندما نجيز لأنفسنا التحدث عن مخلوقات غير تلك التي عهدناها على الأرض

وما مقالنا السابق أو مقال اليوم إلا نوع من المداعبة العلمية السائغة، كانت النفوس في

<<  <  ج:
ص:  >  >>